التطور الروحي في سوريا القديمة
ونشوء الديانات
الدكتور اليان مسعد
يقول اسحق عن والده أبرام (أبي كان آراميًّا تائهًا) والكتاب المقدّس عن أورشليم (أبوك أموري وأمك حثيه). لقد أعاد العلماء الغربيون إلى كلمة الميثولوجيا معناها الحقيقي، فبعد أن كانت تعني قصة خرافية توهّمية أو تخيّلية أصبحت تعني قصة شبه حقيقيّة مقدَّسة وذات معنى ومغزى، أبطالها قوى خلّاقة آلهة او أنصاف ألهه حدثت فعلًا ويُحتذى بها وزمنها هو البدء في الزمن المكثَّف المشبع بوعي الإنسان لذاته، ويروي ما حدث فعلاً ويُفسر ما كان موجودًا حقًا. فالأسطورة الميثولوجيَّة هي تدخل المقدس لصالح الإنسان ليصبح ما هو عليه ومادة ذلك هي اللغة. فإذًا الميثولوجيا هي عنصر أساسي لحضارة الإنسان، إنَّها التشريع الحقيقي البدائي له (ميثولوجيا الأصول)، فالإنسان القديم صنعته الحوادث الميثولوجية والذي كان يتمكّن من إعادة أحداث أو إعادة أو تمثيل تلك الحوادث بواسطة طقوسه الدينية. أمَّا الإنسان الحديث فهو إنسان ذو طبيعة دينية سواء كان مؤمنًا أم ملحدًا وكثير من تصرفاته لا يمكن تفسيرها إلاَّ على أساس العقلية الميثولوجيا التي أكتشفها واختبرها عبر العصور. فهو يحتفظ بالحوادث التاريخية ذكراها ولا تزال الأفكار الميثولوجيا محمولة من الأديان التوحيدية الثلاث التي خرجت من شرق المتوسط بوعائها اللغوي (الآرامية) وابنتيها العربية والعبرية. هذه الأفكار لا تزال تعمل في اللاشعور الإنساني عن طريق حاجة دينية عميقة وتوقٍ أخلاقي وانضباطات وتحديدات ذات صبغة اخلاقية واجتماعية وتشريعية مع حماية للمثل الأخلاقية، وبهذه المفاهيم أُعيد حاليًا للميثولوجيا الاعتبار كعنصر أساسي في حضارة وثقافة الإنسان وخصوصًا ميثولوجيا الاصول والتكوين.
تكونت الأديان التوحيدية كلها بالشرق الأدنى في الفترة التي أصبحت بها الديانات تاريخية أي أن ذهنية دينية تاريخية أسستها في فترة معطاءة من الزمن قابلة للتعيين حوالي ١٥٠٠ سنة قبل الميلاد واستمرت العملية دون انقطاع حتى القرن الأول الميلادي، ولكنها أسست بناء على قاعدة صلبة من الديانة الشعبية ما قبل التاريخية تعكس الثقافة المحلية المتجهة لما فوق الطبيعة في بلاد الرافدين وسوريا، حيث قام مريدون وحلفاء بتوثيق ومتابعة مهمَّة معلمهم صاحب هذه الأفكار لا بل دافعوا عنها وعملوا على تأصيلها وتطويرها ونشرها وبمرحلة معينة ونجهل متى بالضبط كتبت تلك المقاطع الدينية بطريقه او بأخرى وبمناسبات مختلفة. كما جرى إثراءها بطرق شتى وعبر تجارب عديدة حيث نقحت ورتبت وأعيد تنسيقها مرارًا وشارك بكتابتها عديدون من زعماء دينيون أو مؤلفون أتقياء أو كتاب يمثلونهم وكل منهم ترك طابعه الشخصي ونقل شهادة معينة للحظة معينة من التاريخ، ومن تطور المفهوم الديني للبشر لدينا مما عكس تماما الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية لدينا لطالما استعملت لغتنا وكتابتنا في ذلك. وجمعت بعدئذ تلك التجارب الروحية وبعد الاستعمال المديد لها من قبل المؤمنين ومع قراءات جديدة لها عن بعد ومراجعات عديدة وعمليات تصويب أقول جمعت كلها بكتب وبلائحة رسمية تم قبولها من سلطات روحية ودينية ذات معايير صارمة وضمنت التعبير التام عن تلك الأفكار المؤسسة. فالكتب المقدسة بالنهاية كانت مجموعة من الكتب المعترف بها والمقبولة بعد ألف سنة من الحركة التاريخية فهي تتحرك كالزمن وتتراجع وتتقدم للأمام وتعود للخلف وبمقارنة هذه الكتابات مع اللقى الأثرية والأدبية الموثقة يسمح لنا العلم بإعادة انشاءها قدر ما نستطيع وهذا مهم علميا للمؤرخين ولسياح التاريخ أيضًا لاسترجاع تلك اللحظات والمفاصل والأمكنة. لأنهم يريدون أن يعرفوا ماذا حدث بالضبط فهنالك السياح المؤمنون الذين عندما يقرؤون هذه الوثائق المتعلقة بإيمانهم يبحثون عبر قراءة ليست عقلانية ونقدية صالحة بل عبر قراءة دينية عن عزاء لتدينهم ويجدون ما يبحثون عنه بقراءة قابلة للتوثيق بين العقل والإيمان داخل الشخص نفسه.
أمَّا السائح التاريخي فلا يتدخل بالمعتقدات وإنَّما بالمعطيات الحقيقة والموثَّقة على الأرض بينما السائح المؤمن فلديه الإيمان وسرعة التصديق فيتفقان ويتوافقان مع مشاهداتهما. وبما أن الديانات الثلاثة الموسوية والمسيحية والمحمدية تأسست عمليا هنا في هذه البلد. فالمجمل المساحي للماضي الثقافي والتاريخي والاجتماعي والجغرافي والسياسي هو تحت النظر وبشكل حقيقي، فكل سائح يمثل في هذا الماضي مثلما يريد. بدأ بإبراهيم وشخصه كجزء من الميثولوجيا كشخصيه مفصلية أكانت حقيقية أم مجازية فمنه يبدأ زمن آخر تراكمي فالكل يعرف أن بدو البلاد السورية بشكل خاص هم أصحاب تقاليد شفوية في البدء بمرحلة ما قبل الاستعمار الحضري ويحفظون ماضيهم بشكل ممتاز ويركِّزون على شخصيات مفتاحية يعتبرونهم أجدادهم الأول بعض النظر عن صحة وجودهم التاريخية أم لا. ففي مرحلة البداوة من الصعب التوصل إلى الشيء الكثير والمتماسك على صعيد التاريخ والاثار لكن بالمختصر نعرف أن أجداد السوريون مع العبرانيون والعرب شمال الحجاز هم بدو أنصاف رحل لهم قاعدة دينية مشتركة كانوا أنصاف غزاة وأنصاف مضطهدين، أنصاف رعاة وأنصاف تجار وعمال قوافل. يمكن أن ينتقلوا بسرعة من لصوص إلى تجار محترفين همهم التوطن بالهلال السوري الخصيب والأخضر وحلمهم الاستقرار وتواجدوا بالشرق الأدنى (سوريا) وآمنوا بالبدء بآلهة متعددة ومن ثم عرفوا الإله الواحد (أيل) وأسبغوا الصفات الإنسانية على الله وقصة موسى لا تختلف كثيرا عن الكثير مما سبق، وتُصبح تلك القصة مقبولة جدًا من الناحية التاريخية وإذا قبلنا أن بعض السوريين، وبعض العبرانيين هاجروا حين ضربت موجة الجفاف الكبير سوريا وخرجوا من سوريا إلى مصر حيث عاشوا منعزلين وبنهاية عهدهم هنالك، جرى استعبادهم ثم عادوا إلى جنوب سوريا لينضموا إلى آخرين من أسلافهم لم يهاجروا (العشائر السورية في مديان حول خليج العقبة مثالا) ويعرفون إلهًا اسمه (يا) أو (باد) أو (يان) يختلف عن أيل الرافدي السوري سابق الذكر بأنه غير مجسد أو مشبه أو مجسم لا صورة له لا تتم عبادته عن طريق القرابين والأضاحي والطقوس بل عن طريق الارتباط به والامتثال له كمشيئة في قانون أخلاقي محض هي الوصايا العشر ومشابهاتها التي انتقلت عمليا دون مس إلى الموسوية والمسيحية والمحمدية وهكذا نشأت الأحادية الإلهية الحصرية مع الاعتراف بتعدد الالهة بذات الوقت وهذا ما كانت عليه ديانة السوريون في بلاد الرافدين وسوريا وفلسطين. وتجتمع الأديان السماوية الثلاث حول قصص ميثولوجية مشتركة وشبه متطابقة مع فروق عصر الرواية والتمازج الثقافي والاجتماعي للكاتب محيطه وتجربته عبر عدة مراحل متصاعدة:
المرحلة الاولى
وتبدأ من قصة الخلق والتكوين وأصول الأشياء أو ما يعرف بزمن البدء وكيف أتت الأشياء إلى الوجود و كيف خلق (أيل) أو (أيلوهيم) أو (يهوه) أو (الله) العالم والحيوان والنبات والسماء ويمّثلها تماما عيد الأكيتو (نيروز) وهو عيد الخلق وإعادة تكوين العالم وتجديد الخصب وبدء السنة وإعادة سلطة القانون والملك مع تأكيد فكرة الزمن والسنة كدورة شمسية أو قمرية وتحديد وتجديد العالم دوريا وطقسيًا باحتفالات الميلاد ورأس السنه أو المولد النبوي أو السنة الهجرية أو النيروز وعيد نزول التوراة أو عيد نزول القرآن أو عيد الفراش أو عيد الغدير وعيد الفرح بالله.
المرحلة الثانية
من التطور الروحي الديني: إن الابتعاد عن زمن البدء وطهارته ومثاليته وكمال البدء قيمًا واخلاقًا والمرض والميل للهرم والشيخوخة والاضطرابات والابتعاد عن أخلاقية زمن البدء والحروب والأوبئة والهزائم والنزوح والمصائب وقصص نهاية العالم والدمار والحرائق والطوفان والعذاب والخطيئة والموت مع ابتعاد العناية الإلهية عن الإنسان والكون وتركه لمصيره بسبب آثامه (قصص الطوفان).
المرحلة الثالثة
اهتمام وعطف الإله المتعالي (عليان) (إيليان) (إيلوهيم) (ألوه) (بعل) (الله) بالبشر من جديد وإيفاد (الابن) (الرب) (الروح القدس) (المنذورين) (الأنبياء) (ابراهيم) (اسحق) (يعقوب) (يوسف) (موسى) (محمد) (إبراهيم) لتعلمه ما يجب أن يعلمه (جلجاميش) (قانون حمورابي) (التوراة) (الإنجيل) (القرآن) (علي) (الحسين) (طاووس ملك) (الحاجي بكتاش) (سلمان)....
وفي الكثير من القصص الكنعانية والآرامية والبابلية (أدونيس) (تموز) شخصياتها تتقرب من الإنسان وتسهّل تحمّله لمصيره وتخلق له أمل وافق جديدين فهي إله قريب وسيط محب للبشر والناس ويسهل عليهم حياتهم ويؤمن حاجاتهم ويعزيهم ويعلمهم أسرار الكون ويتحد معهم ويعود بهم إلى تجديد العالم دوريا باستعادته الطقوسية والعودة بهم إلى طوباوية الجنة التي فقدوها وإلى الأمل بالخلود الذي يفتش عنه دوما ويحضهم على تجديد العالم وخلقه من جديد ليستعيدوا من خلاله كمال البدء والمحافظة عليه بخلقه واتمامه.
المرحلة الرابعة
رغم ما سبق قد يخطأ الإنسان ويجهل دور هذا الإله الوسيط مرسال الإله المتعالي فيهرب ابراهيم من أور إلى بلاد حران بسوريا أو يباع يوسف من قبل إخوانه أو يخون يعقوب (اسرائيل) أخاه إسماعيل ابن هاجر وينفيه للصحراء أو يصلب معلم دمشق مؤسس طائفة الأسينين أو يقتل أنبياء اسرائيل أو المنذوريين الأراميين في دمشق وحلب والرصافة أو يصلب المسيح ويعذب محمد في مكة فيهرب ليثرب أو يغتال علي أو يقتل الحسين في كربلاء وكما عاد جلجامش يخفي حنين من رحلت التفتيش عن الخلود وترك أنكيدو كذلك قتل الخنزير أدونيس أو تموز أو سركيس وبقية القديسين الشهداء بالعصر الروماني في المدرجات والملاعب طعاما للوحوش أو في المبارزات والمجالدات حتى الموت او يشنق سلمان الخ.
المرحلة الخامسة
الدراما الميثولوجية الإلهية السابقة التي أدت لقتل التجلي الإلهي المتعالي بالسماء بصورته البشرية على الأرض والذي قتل لخدمة و استمرار البشر تتحول هنا كل تلك القصص الميثولوجية لطقوس اشتراكية يقوم بها البشر (عاشوراء) (هجرة النبي إلى سوريا ثم إلى يثرب) (صلب المسيح العشاء السري والفصح) (اغتراب إبراهيم) (تغريبة يوسف في مصر) (هجرة بولس من القدس إلى دمشق ومن دمشق إلى إنطاكية ثم روما) و(هجرة عبد الله المهدي إمام الطائفة الإسماعيلية من السلمية بوسط سوريا ملتجأ عند القبائل الصنهاجية الأمازيغية البربرية بالجزائر) (هجرة موسى من مصر إلى جنوب سوريا) (غيبة المهدي) و(يونس في بطن الحوت ايام) (نذر كيس الخضر) هذه الدراما كانت قابلة للاستعادة سابقا بالطريقة الطقوسية وحاليا تستعاد بالحج الديني الخلاصة الحج الديني فتح العالم أمام الإنسان وفتح الإنسان على العالم والحج الديني ذو الصبغة الميثولوجية للإنسان هو بمثابة دخول المقدس إلى الكون وإعادة إدخال الإنسان بتاريخه المقدس والروحاني (مؤمنا كان أو غير مؤمن) هو كشف إلهي أو استعادة هذا الكشف بالنسبة للمؤمن أو هو إعادة اكتشاف القوى الروحية المؤسسة لقيم الإنسان الحديث من أخوة وعدالة وتسامح وحرية ومساواة بالنسبة لغير المؤمن .
وأختتم هنا
أولاً بما قاله الإله لجلجامش (الحياة التي تنشدها لن تصل إليها فحينما خلفت الآلهة البشر حددت لهم مصير الموت وأبقت خلودهم بيدها) (الإنسان وأكبر إنسان لا يمكنه أن يطول السماء والإنسان أعرض إنسان لا يمكنه أن يغطي الأرض).
وثانيًا في أوغاريت تقول الآلهة الأم (عناة-عشتار) لأقهات حين صادرت منه قوسه السحرية التي تؤمن خلوده:
اسألني الحياة أيَّها البطل أقهات
اسألني الحياة فأعطيك إياها
الحياة الأبدية أمنحك إياها
وأجعلك تحصي مع بعل السنين
مع بعل ابن أيل (الإله) تحصي الأشهر
ويجيبها أقهات مكتئبًا:
(ألا تكذبين أيتها الإلهة البتول أم الله
الإنسان بالأخرة ماذا ينتظر
التراب سوف ينثر على رأسي
الكاس فوق جمجمتي
موت الكل سوف أموت
أموت سأموت كالكل)
وثالثًا: يُبارك ملكي صادق الحوري الارامي كاهن مدينة أورشالم قائلاً: "مبارك إبراهيم من الله العلي مالك السماء والأرض"(تكوين ١٤/١٩). وكما يقلده أبرام حين يقول لملك سدوم (رفعت يدي إلى الرب الإله مالك السماء والأرض) (تكوين ١٤/١٩) ويبدو مؤكَّدًا أن أبرام وإلهه العلي هو نفسه (أيل عليون) الكنعاني هو نفسه (بعل إيليان) الذي عبده أخاب وزوجته إيزابيل واسم أبرام بالآرامي أو إبراهيم بالكنعاني تعني أبو الشعب الكبير أو أبو الجمهور العظيم أما (اسحق أيل) فيعني ضحك أيل وما معناه باللغة الآرامية (ضحك الإله) أما أولاده فالأول اسماعيل ويعني ايل يسمع وهو اسم آرامي والثاني يعقوب الملقب بإسرائيل ما معناه باللغة الآرامية (الذي صارع الله).
اللغة
ماذا كان يتكلم الآرامي التائه إبراهيم إن وُجد تاريخيًا ولكن حصلت مرحلته فعلا لقد كانت لغة المرحلة تلك الآرامية القديمة الأم الحقيقية للعبرية وللعربية. والسوريون القدماء الذين تكلموا الآرامية ما لبثوا أن عمَّموا لغتهم سلمًا على المنطقة الممتدة من الهند إلى اسبانيا وعبر مسيرة سلمية فعلا حيث كانوا خاضعين لأحكام وحكَّام ولكن عصاميتهم وقحتهم وتفوّق لغتهم وسهولة كتابتها ونظمهم المتفوقة بعمليتها وتجارتهم الواسعة وحاجة الامبراطورية الآشورية لكتبة يتقنون لغة مفهومة من كل الأراضي والشعوب في هذه الإمبراطورية؛ وأما الإمبراطورية الكلدانية فلم تكن إلا الفرع الآرامي الجنوبي الرافدي البابلي منهم وواصلت فرض هذه اللغة وأمَّا الإمبراطورية الأخمينية والتي تدعى خطأ بالفارسية رغم أن كورش مؤسس الدولة كانت أمه كلدانية آرامية من بابل وحكم العالم من بابل هو وأحفاده وفرض الآرامية كلغة وكتابة وحيدة للمراسلات والسياسة والثقافة واللغة التي عرفت حينها بالآرامية الامبراطورية وترجمت الأشعار المقدسة إليها وكتب التلمود ببابل بالآرامية ولا يزال يعرف بالتلمود البابلي. وهذا نص سومري يلخص ما سبق
"في سالف العصور لم يكن في الوجود عقرب لم يكن الضبع ولا كان السبع، لم يكن الكلب الوحش، ولم يوجد الذئب لم يكن هنالك خوف ولا فزع، ولم يكن للإنسان منافس في غادر الأزمان، كانت سومر البلاد الكبيرة البلد العظيم ذا النواقيس المقدسة وبلاد أوري ومارتو وأمورو التي احتوت كل ما هو لائق كانت آمنة مطمئنة وجميع الكون والناس في ألفة ووحدة وكان الجميع يمجدون (ايل) بلسان واحد.
نعم لقد كان إبراهيم (ابرام) آراميًا تائها (تثنيته ٢٦) ولكن في أي مكان من سوريا فبحسب التوراة إنه من أور الكلدانيين أي في آرامي جنوب العراق (بيت آراماي) وتزوج آرامية هي سارا التي ولدت له إسحق في حران عاصمة (آرام) وإسحاق تزوج رفقة من آرام النهرين (تكوين ١٢: ١٣-١٠) وأما ولداه اسماعيل أبو العرب بحسب التوراة ويعقوب الملقب (بإسرائيل) ابو العبرانيين فقد تزوج من ابنتي خاله بتوأيل الآرامي (ليئه وراحيل) تكوين (٢٨: ٢٧-٤٦.)
أمّا موقع أور فمن الصعب حاليا القبول بأنها أور السومرية جنوب العراق فهي تقع حتما بمكان آخر غرب حران شمال سوريا في منطقة ما بين النهرين العليا، ويؤكد ذلك مكتشفات مملكة ماري على الفرات الأوسط بسوريا الحالية حيث ورد هذا الاسم عدة مرات وكذلك ورد هذا الاسم في إيبلا.