البابا يستقبل آلاف الأشخاص المشردين القادمين من مختلف أنحاء أوروبا لمناسبة يوبيل الرحمة
التقى البابا فرنسيس يوم الجمعة الماضي في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان آلاف الأشخاص المشردين القادمين من مختلف الدول الأوروبية، لاسيما فرنسا، ألمانيا، البرتغال، إنجلترا، إسبانيا، بولندا وإيطاليا، لمناسبة حجهم اليوبيلي في سنة الرحمة. وقد نظمت هذا الحدث جمعية "أخ" الفرنسية بالتعاون مع جمعيات أخرى تقدم المساعدة إلى الأشخاص الفقراء والمشردين. في بداية اللقاء قام البابا فرنسيس بمعانقة بعض الأشخاص المشردين قبل أن يفتتح اللقاء رئيس أساقفة ليون بفرنسا الكاردينال فيليب بارباران، وكانت أيضا كلمة ألقاها إتيان فيلمان من جمعية "أخ" الفرنسية عبّر فيها عن أمنيته بتنظيم اليوم العالمي للفقير. وتخللت اللقاء شهادتان لشخصين مشردين يُدعيان كريستيان وروبير اللذين عبرا عن امتنانهما للأشخاص الذين يساعدون الفقراء وللبابا فرنسيس أيضا الذي يحمل هم المعوزين في قلبه.
استهل البابا فرنسيس كلمته إلى الحاضرين مشيرا إلى أن الأشخاص الفقراء لا يختلفون بشيء عن عظماء العالم لأنهم بشر لديهم أحلامهم التي يسعون إلى تحقيقها خطوة تلو الأخرى، حاثا ضيوفه على عدم التخلي عن الأحلام. هذا ثم لفت البابا إلى أن الفقر يكمن في صلب الإنجيل، مشيرا إلى أن الأناس البسطاء توجهوا إلى يسوع لأنهم كانوا يحلمون بالحصول على الشفاء والتحرر، فتبعوا الرب وهو حررهم.
بعدها أكد البابا أن الحياة جميلة، وهي تبقى جميلة في الأوضاع الصعبة والحرجة إذا ما ارتكزت إلى الكرامة مذكرا الحاضرين بأن يسوع نفسه تمتع بهذه الكرامة نفسها عندما وُلد فقيرا وعاش فقيرا. وتوجه إلى ضيوفه قائلا إنه يعلم أنهم التقوا بأشخاص شاؤوا أن يستغلوا فقرهم بيد أن كرامتهم حالت دون أن يتحولوا إلى عبيد، لافتا إلى أن الفقر موجود في الإنجيل لا لأن يُعاش بل كي يُحرر.
هذا ورأى البابا فرنسيس أن التضامن هو من بين الثمار التي يقدمها الفقر مشيرا إلى أن الفقراء يقدمون درسا للعالم كله من خلال ممارستهم التضامن. واعتبر البابا في هذا السياق أن الفقر الأكبر الموجود اليوم في عالمنا هو الحرب، الحرب المدمرة، مشيرا إلى أن السلام الحقيقي بالنسبة للمسيحيين هو السلام الذي انطلق من الإسطبل، من عائلة مهمشة، وهذا هو السلام الذي يريده الله لكل واحد من أبنائه. وقال: إننا نحتاج إلى السلام في العالم! إلى السلام في الكنيسة! إن كل الكنائس تحتاج إلى السلام وكل الديانات تحتاج لأن تنمو في السلام.
في الختام شكر البابا ضيوفه على زيارتهم إلى روما وطلب مغفرتهم على كل مرة ينظر فيها المسيحيون إلى الناحية الأخرى عندما يلتقون بالفقير والمحتاج مشددا على ضرورة أن تكون الكنيسة فقيرة ومن أجل الفقراء. هذا ثم تلا البابا صلاة سأل فيها الله الآب أن يمنح القوة والسعادة لأبنائه ويعلمهم التضامن ويساعدهم على الدفاع عن كرامتهم.