صاحب الغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام
مشاركًا في الاجتماع السنوي لمجلس البطاركة والمطارنة الكاثوليك.
مصر ٢٧ – ٢٨ كانون الأول ٢٠١٦
شارك غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، في الاجتماع السنوي لمجلس البطاركة والمطارنة الكاثوليك في مصر (٢٧-٢٨ كانون الأوَّل ٢٠١٦) في منطقة المعادي – القاهرة.
استمع المجتمعون لتقاريرٍ متنوِّعة تخصُّ الكنيسة، وقد ترأس هذا الاجتماع غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك وحضره أيضاً ممثِّل السفير البابوي في مصر والعديد من الأساقفة الكاثوليك المنتمين لكنائس مختلفة.
كانت لغبطته كلمة تمحورت حول كيفيَّة فهْم سِر التجسُّد كدعوةٍ إلى الوحدة الذي هو أساس: وحدتِنا في هذا المجلس، وحدتِنا المسيحيَّة، وحدتِنا الوطنيَّة، ووحدتِنا العالميَّة. وعبَّر عن كيفيَّة تركيبة وحدة الإنسان الألوهيَّة والإنسانيَّة معًا.
كما شدد البطريرك على عبارة: "عندما يَفقِدُ الإنسانُ ألوهيَّتَهُ، يَفقِدُ إنسانيَّتَهُ"، قائلاً: "إنَّ هذه العبارة تختصِر معاني التجسُّد لأنَّ المسيح أراد أن يَجمَعَ بين الألوهيَّة والبشريَّة في ذاته، وهذا يَعني وحدة الإنسان، وحدة البشريَّة، وحدة الإنسان مع الله خالقه. وتابع البطريرك لحام كلامه بما يلي: "إذن، يُصبِحُ الميلاد برنامجَ عملٍ لنا كمسيحيِّين مشرقيِّين. لانَّ المسيحَ وُلِدَ في فلسطين، والمسيحيَّةُ وُلِدَتْ في سوريَّة... كلُّنا نشعُر بالخطر الداهم الذي يُهدِّد حضورنا المسيحي في هذا الشرق، لاسيما بسبب الحروب والأزمات: الصِراعُ الفلسطيني الإسرائيلي – الحروبُ في العراق وسوريَّة – الأزماتُ في مصر والأردن وفي البلاد العربيَّة عمومًا... فكيف نُحافظُ على الحضور المسيحي في أرض الميلاد: حيثُ المسيحُ وُلِدَ في فلسطين وفي مصر حيثُ هرب المسيحُ طفلاً، وفي هذا الشرق حيث انتشرت المسيحيَّة منذ السنوات والعصور الأولى حتى الجزيرة العربيَّة وقطر والبحرين، وحتى الهند والصين شرقًا وحتى أقاصي الغرب".
"فالمُحافظة على مسيحيِّ الشرق اليوم هو هاجسنا كلُّنا! والمُحافظة على هذا القطيع الصغير يكمُن: من خلال الدور الكبير الذي يقوم به كلُّ فردٍ للمُحافظة على وجوده ووجود المسيحيَّة في هذا الشرق، مَهدُها، حيث وُلِدَ السيِّدُ المسيح، ومن خلال اقتناعه بأنَّ عليه أنْ يكون، في هذا المجتمع، نوراً ومِلحاً وخميرةً. وهذا هو التحدِّي الكبير في عملنا الرعوي!".
وبالنسبة لغبطته لا مُستقبل للمسيحيَّة في الشرق خارج عن يقظتِها وواعيها لأهميَّة وجودها ودورها فيه.