صاحب الغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام
يُصدر مرسومًا بطريركيًا
من أجل وقف إطلاق النار وإحلال السلام في سورية
بروتوكول ٢٠١٦/٦١١ ق القاهرة في ٢٠١٦/١٢/٣١
طوبى لفاعلي السلام
فإنَّهم أبناء الله يُدعَون
بدأ السيِّد المسيح، أمير السلام الذي نُعيِّد لميلاده المجيد، إنجيل السلام وتعاليمه الإلهيَّة بعظة الجبل التي وردت فيها هذه الآية الخالدة: "طوبى لفاعلي السلام فإنَّهم أبناء الله يُدعَون".
إنَّنا نتوجَّه بهذه الطوبى السعيدة "طوبى لفاعلي السلام" إلى جميع الساعين إلى إحلال السلام في العالم، ولا سيما في سورية والشرق عامةً، حيث سينعكسُ بالخير على المنطقة كلِّها.
استبشرت سورية الخير بإعلان وقف إطلاق النار بمناسبة الأعياد الميلاديَّة وقُبَيلَ انتهاء العام الميلادي القديم واستقبال الجديد. ونُحيي إخوتنا في حلب ونفرح معهم إذ يستقبلون العام الجديد بالحريَّة والكرامة والعِزَّة.
إنَّنا ندعو رعايانا والمسيحيين عموماً، ولا سيما في سوريَّة إلى رفع الصلوات الشكريَّة ونحن نقف بين العامَين، لكي يُبارك المُخلِّص يسوع، الطفل الجديد، جميع الساعين إلى السلام؛ آملين أن تتضافر الجهود كلها لكي يكون العام الجديد ٢٠١٧ عام سلام وأمان ومحبة وتضامن وتعاون ولأجل العمل معًا على تضميد الجراح وتعزية الحزانى، وتحرير الأسرى، وشفاء المرضى، وإيصال المساعدات إلى كل المحتاجين النازحين والجائعين.
ويُطيبُ لي أن أُشير إلى رسالة قداسة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالمي الخمسين للسلام، حيث يقول: "إنَّ اللاعنف بالنسبة للمسيحيين ليس مُجرَّد تصرُّف استراتيجي، وإنَّما هو أسلوب عيش للشخص وموقف مَن هو مقتنع بمحبة الله وبقوَّته، ولا يَخاف مِن مواجهة الشر بواسطة أسلحة المحبة الحقيقيَّة فقط. تُشكِّل محبة العدو نواة "الثورة المسيحيَّة". ولذلك يُعتَبر إنجيل "أحبّوا أعداءَكم" (لو ٦: ٢٧) الشرعة العظمى للاعنف المسيحي: "فهي لا تقوم على الاستسلام للشرِّ... وإنَّما على الإجابة على الشرِّ بالخير" (رومة ١٢: ١٧-٢١).
ويُضيفُ البابا في الفقرة السادسة من الرسالة عينها: إنَّ يسوع نفسه يُقدِّم لنا "دليل عمل" لهذه الاستراتيجيِّة في بناء السلام في ما نعرفه بعظة الجبل. التطويبات الثمانية ترسم صورة الشخص الذي يمكن اعتباره طوباويًّا، صالحًا وصادقًا. طوبى للودعاء – يقول يسوع – وللرحماء، وصانعي السلام، وأنقياء القلوب، والجياع والعطاش إلى البِر. (متى ٥: ٣-١٠)
لنكن جميعنا صانعي سلام في العام ٢٠١٧، بالصلاة والعمل كي نُزيلَ العنف من قلوبنا وكلماتنا وتصرفاتنا، ونبنيَ عالمًا خاليًا من العنف مبنيًّا على المحبة للجميع.
يا ربَّ السلام! امنح بلادنا والعالم السلام!
مع محبَّتي وبَرَكَتي
+غريغوريوس الثَّالث
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريَّة وأورشليم
للرُّوم الملكيِّين الكاثوليك