صاحب السيَّادة المطران جوزيف العبسيّ
يحتفل بالليترجيا الإلهيّة بعيد الظهور الإلهي (الغطاس)
في كنيسة سيّدة دمشق - القصور
٢٠١٧/١/٦
احتفل صاحب السيادة المطران جوزيف العبسي الكلّي الاحترام النائب البطريركيّ العام بدمشق، بالليتورجيا الإلهيّة بعيد الظهور الإلهي (الغطاس) في كنيسة سيّدة دمشق القصور.
وبدأ الاحتفال باستقبال صاحب السيَّادة عند باب الكنيسة، من قبل آباء الرعيَّة الأب سامي حسني والأب رأفت أبو النصر، ووكلاء الكنيسة وعدد من المؤمنين في الرعيّة، وقد رافق صاحب السيَّادة الأب د. شحادة عبود.
وخلال الاحتفال ألقى صاحب السيادة عظةً جاء فيها: " تتكلّم الكنيسة عن ظهور الله في هذا اليوم وكأنّ الله لم يظهر قطّ من قبل. لكنّ الله، في الحقيقة، ظهر من قبل في الماضي بطرق متنوّعة وكثيرة، وعرفه وعبده على الأخصّ الشعب اليهوديّ. لكنّ ظهور الله على الأرض في هذا اليوم فيه شيء جديد. إنّه ظهور شخصيّ، ظهور يكشف عن حقيقة الله وجوهره وكيانه، من ناحية، ويبيّن العلاقة الجديدة التي توطّدت منذ اليوم فصاعدًا بين الله والإنسان".
وتابع سيادته: "وفي ظهور النور يجدّد الله الأشياء بتجديده لنظرتنا إليها وعلاقتنا بها. ما عادت هذه العلاقة علاقة بعد أو حذر أو خوف أو خصام أو ما إلى ذلك، بل أضحت علاقة احترام وتقدير وثقة وشجاعة ومحبّة ومودّة وصداقة. في هذا اليوم يصادق العالم بعضه بعضًا وينطلق إلى حياة جديدة محورها الله الظاهر على الأرض أي الله العائش والمقيم معنا بابنة المحبوب".
وأضاف سيادته: "ثمّ إنّنا بالعماد نأخذ القوّة لتتحقّق فينا مفاعيل الظهور الإلهيّ. بالمعموديّة يفعل نور الله فيّ فعله فأرى على ضوئه كلّ شيء، لا بل أصير أنا نفسي نورًا. وبالمعموديّة أصير أنا ابنًا لله تعالى وأحصل على رضاه بأنّه يمحو خطاياي كلّها مع كلّ ظلامها ويجدّد حياتي. وبالمعموديّة أنتمي إلى جسم يسوع الواحد وأعترف بأنّ الله ليس سواه أحد وأنّه هو آب وابن وروح قدس. وبالمعموديّة أصير قادرًا على سماع ما يقوله لي السيّد المسيح وعلى فهمِه وتجسيده في حياتي. وبالمعموديّة أصير أهلاً لأن أتّحد بالمسيح في سرّ الإفخارستيّا وأصير إلى ما هو عليه. لذلك كلّه تدعى المعموديّة سرّ الاستنارة".
وتابع أيضًا سيادته: "مع المسيح حلّت في العالم حضارة جديدة هي حضارة السلام، والميلاد هو دعوة للجميع لكي يبنوا هذه الحضارة ويتربّوا عليها. ونرى الكنيسة في الليترجيّا الإلهيّة لا تني تصلّي من أجل السلام من البداية إلى النهاية".
وختم سيادته العظة قائلاً: "على هذا الرجاء أتمنّى للجميع عيدًا مقدَّسًا، وأصلّي معكم لكي نخرج جميعًا من هذه الصلاة وقد أنار الله قلوبنا وعقولنا وحياتنا بظهوره، وقد جدّد المسيح فينا نعمة المعموديّة، فنكونَ شهودًا لحضور الله بيننا ولمحبّته للبشر ولمرضاته عليهم ولصفحه عنهم وللخلاص الذي حقّقه لهم بتجسّد ابنه وحيده وكلمته، وبظهوره وموته وقيامته".
وفي نهاية الليترجيا الإلهيّة أعطى صاحب السيَّادة البركة الختاميّة، وبارك وصلّى رتبة تقديس المياه وقام مع الكهنة برشّ الكنيسة بالمياه المقدسة.