العلاقة بين الإيمان والحياة الأخلاقية
الأب فادي حلاوة
ماذا اختبر الإنسان في البداية؟ هل اختبر الإيمان أم اختبر الأخلاق؟ إذا عدنا إلى الإنسان في مرحلة من مراحل وعيه ومحاولته تجريد الواقع من إطار الاختبار إلى إطار التحليل الفكري نكتشف أن هذا الإنسان فسح مجالًا واسعًا لمسألة الأخلاق في حياته، نلاحظ كأن هناك شرائع وقوانين وأنظمة تسيّر حياة الإنسان، أي قوانين ترسم إطار العلاقة بين الناس. الأنظمة والقوانين تحدد نوعًا ما تصرف الإنسان، تسمح للإنسان بأن يجيب على سؤال هام في حياته: ماذا عليّ أن أفعل في كل ظرف من الظروف؟ الإنسان يجد نفسه أمام ضرورة الجواب عليه. فنلاحظ أن كل الحضارات التي تعبر عن مستوى متقدم من الحياة البشرية والعقلانية والتفكير، نلاحظ أن هناك محاولات جدية للجواب على هذا السؤال. وهذا بالنهاية مضمون المسألة الأخلاقية. حتى في علاقة الإنسان بالآلهة، الموضوع الأخلاقي هو في صلب تفكيره وكأن الإنسان يطرح على نفسه السؤال كيف يتصرف الإله؟ ماذا يعمل الإله؟ وكأن همّ الإنسان في الجواب على واقع ما، رسم حدود وأطر لحياة يعيشها ويريد أن يعرف كيف يعيشها، هذا جوهر المسألة الأخلاقية، الإنسان يشعر في مرحلة ما أنه في صلب الموضوع الأخلاقي، يشعر أنه مدعو إلى تصرف ما فيتعامل مع هذا الموضوع ويسير معه مرحلة تلو مرحلة ليرسم له إطارًا أخلاقيًا.
الإنسان البدائي هو إنسان اعتمد على غرائز أكثر من عقله، لذلك نرى أنه إنسان عدواني أكثر من الإنسان المعاصر، تطور الحياة الأخلاقية هو نتيجة تطور الإنسان ذاته، وهو يتبع قدرة هذا الإنسان على الانفتاح والشمولية. يكفي أن نقابل بين صورة معاصرة للإنسان الذي يرسم اليوم إطارًا عامًا لحياته الأخلاقية وهو إطار إنساني يتمثل بما يسمى بحقوق الإنسان. إن شرعية حقوق الإنسان هي شاملة وتطال الإنسان أينما كان، هذه الصورة هي نتيجة تطور الإنسان الذي لم يبنِ حياته الخلقية على أساس الحقوق الإنسانية. لكل مرحلة من المراحل هناك حقوق ترسم إلى أن يكتشف الإنسان بأن هناك مبادئ لا تتغير في الحياة الخلقية وهذا ما لم يكتشفه الإنسان في الماضي.
من سبق الأخلاق أم الإيمان؟
نعود إلى مار بولس الذي تكلم عن الوثنيين الذين يعيشون حسب الضمير. فالوثنيون الذين لا إيمان لهم قادرون على أن يعيشوا الحياة الأخلاقية، وهذا يعني أن الإنسان الأخلاقي سبق في بعض النواحي الإنسان صاحب الإيمان، لأن الإيمان يفترض الانفتاح على البُعد الماورائي، على بُعد الله.
لسنا أكيدين أن الله كفكرة بدأ مع الإنسان إلاَّ من ناحية النظرة الإيمانية. ولسنا أكيدين أيضًا من أن الإيمان رافق الأخلاق منذ البداية. ولكن ما نحاول التأكد منه هو: هل الإنسان طرح على ذاته مسألة التصرف والأخلاق بحكم وجوده مع الآخر، ولما دخل الإيمان أعطى المسألة الأخلاقية بعدًا جديدًا وقدم للإنسان أجوبة عليها؟
ماذا اختبر الإنسان في بدايته من الإيمان؟
نحن نقول إن الله يعطي هبة الروح القدس في المعمودية، والروح القدس له طرقه، فهو يفعل بالإنسان بطرق لا نعرفها. فالنبي يقول على لسان الله: "قد عرفتك منذ كنت في الحشا". أول إطلالة على الحياة هي عندما يسمع الولد من أمه كلمات تشير إلى تصرف ما. فالأهل يقودون الولد إلى حياة أخلاقية، ويرسمون له حدودًا حول التصرف بالحياة بأخلاق. وبعدها يدخلون يسوع المسيح في الموضوع. فالأم إن كانت مؤمنة تُسمع الولد كلمات عن يسوع، تدخله في حديث يجعله يدرك أن في الحياة شخصًا اسمه يسوع …
الإيمان هو إطار شامل، الإيمان يستوعب الحياة الأخلاقية ويدفعها إلى إطار معين. وهذا ما يؤكد قول الرسول بولس "ليكن فيكم من الأخلاق ما هو في المسيح يسوع". فالمسيح عنده حياة أخلاقية، وقد أعطانا بالإيمان القدرة على التحرر من الشريعة. كل دين له أخلاقه، وكل مجتمع عنده مقياس خاص بالأخلاق. هناك سعي لوضع معايير ثابتة تصلح لكل إنسان لأنها تتعلق بهويته الشخصية، تتعلق بجوهره وليس فقط بظروفه النفسية. فالإيمان يلعب دورًا أساسيًا في توضيح هذه المبادئ.
نلاحظ أحيانًا محاولة للفصل بين عالم الإيمان وعالم الأخلاق. فعندما يتعامل المؤمن مع إيمانه بطريقة باطنية بعيدة عن الواقع، لا يسمح للإيمان بأن يتصل بحياته اليومية أو بأن يتصل بعالم تصرفاته. يفهم الإنسان الإيمان وكأنه إطار روحي يعبر عنه بالصلاة وبعاطفة مشبوهة مع المسيح، ولكنه لا يشعر بأن الإيمان يعطيه زخمًا لعيش حياته مع الآخرين، فيحاول أن يجد جوابًا خارجًا عن الإيمان. إرادة الله بوحيه تُعلِّم الإنسان كل شيء وتقوده إلى كل تصرف صالح "ماذا أعمل من الصلاح؟ …" "ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟" أي كيف أعيش حياتي الأخلاقية لأرث الحياة الأبدية؟ إن جواب يسوع هو أن تعيش حياتك الأخلاقية بالإيمان، أن تكون حياتك تعبيرًا وإشارة لإيمانك المسيحي، من خلال أخلاقك، من خلال تصرفك مع الآخر، من خلال المحبة. أنت توحِّد ما بين الأخلاق والإيمان، وهذا يجعلك لا تفصل ما بين موضوع وموضوع آخر. السلوك الأخلاقي أمام الله، أي السلوك الذي يرسم نوعية العلاقة مع الآخرين: التضحية على الصليب هي قمة الأخلاق، أي المحبة حتى بذل الذات.
هل حديث المسيحي عن الأخلاق له خصوصية ما؟ هل يكتفي المسيحي أن يرسم حقوق الإنسان بالعودة إلى شرعة حقوق الإنسان؟ هناك فرق شاسع بين التصرف مع شخص انطلاقًا من شعور بمحبة أو انطلاقًا من حرف الشريعة. الأخلاق تقاس بروح المحبة وليس بروح الحرف.
القواسم المشتركة بين الإيمان والأخلاق
١-الإنسان
إذا عدنا إلى المسألة الأخلاقية ومحاولة تحديدها يمكن التفكير بعناصر عديدة تشكل مضمون المسألة الخلقية: الضمير، الشريعة، النظام … علينا أن نفكر في هذه المواضيع لنكون في صلب المسألة الأخلاقية وهي قد تشكل أيضًا جامعًا بين الأخلاق والإيمان، من جهة ثانية إذا عدنا إلى الإيمان نجد أن محاولة تحديد تقودنا إلى التفكير أيضًا في عناصر عديدة تشكل مضمون الإيمان: إرادة الله، النعمة، الكتاب المقدس، الكنيسة…تشكل عاملًا موحدًا بين الإيمان والأخلاق، ومع ذلك، كل هذه العناصر لا تشكل قواسم مشتركة بين الاثنين إلاَّ بقدر ما تسهم في بَلْوَرَة وإظهار صورة الإنسان. فكل هذه العناصر موجودة لكي تساعد الإنسان على السير في حياته ومعرفة معناها وغايتها. لذلك نقول بأن الإنسان هو القاسم المشترك بين الأخلاق والإيمان. إلى ما تهدف الأخلاق؟ ما هو الهم الأول والأساسي للمسألة الأخلاقية؟ تربية الإنسان ومساعدته وتعليمه على طريق الخير. هذا الرباط بين الإنسان ومثال الخير في الحياة هو الهم الأولي خلقيًا، أي كيف يكون سعيدًا بينه وبين نفسه، بينه وبين الآخر. وما هو الهم الأولي للإيمان؟ خلاص الإنسان سعادة الإنسان الأبدية.
عندما نعالج مواضيع خلقية أو إيمانية لا يذهب عن بالنا أن غاية كل ذلك الإنسان وخلاصه. لذلك نعتبر أن الإنسان مدعو إلى الاهتمام بالمسألة الأخلاقية من جهة وبالإيمان من جهة أخرى:
- دعوة في بعدها الطبيعي الإنساني: تقوم على أهمية الضمير في حياة الإنسان واكتشاف الحقيقة الأزلية التي وضعها الله فيه، فالإنسان لا يزال يكتشف دعوته الطبيعية من خلال فهم الحياة وبخاصة من خلال فهمه لذاته (حقوق الإنسان هي من اكتشافات العقل البشري، وهي من عناصر دعوته الطبيعية).
- دعوة في بعدها الطبيعي الماورائي الفائق الطبيعة: تقوم على دعوة الخلاص بالإيمان بالمسيح.
٢- الالتزام بمتطلبات وبنهج حياة وبشرائع تساعد الإنسان على بلوغ غاية حياته
الأخلاق ترسم مشروعًا للإنسان يتضمن بعده الفردي والذاتي والاجتماعي، ولا شك أن هذا المشروع يقدم للإنسان مرجعيات، منها القيم، والفضائل … دائمًا الإنسان في مسيرته الأخلاقية يسأل نفسه أين هو من هذه المرجعيات؟ الدعوة المباشرة في الأخلاق والإيمان هي التمرس في نهج يقوم باحترام القيم التي ترسمها كلًا من الأخلاق والإيمان، مثلًا: في الإيمان لا تستطيع إلاَّ أن تفكر في الخدمة والمحبة والوداعة والتواضع، فمن خلال الإيمان تشعر بأنك مدعو إلى الالتزام بهذه الفضائل. لكي تحافظ المسيرة الأخلاقية على سلامتها وصحتها لا بد وأن تتمحور حول قيم وفضائل جامعة، تجمع بين الناس وتوحد أقله في المجتمع ذاته أو الحضارة ذاتها إذا لم تكن في البشرية كلها.
٣-الأخلاق والإيمان يقدمان للإنسان تعليمًا موضوعيًا
يقوم على بعض العقائد ويسمى بالعادات والتصرفات، تعليمًا يمكن نقله إلى الآخرين، مخصصًا أو محصورًا بفئة من الناس، أو متروكًا لبعض العقول. هذا التعليم يقوم بأن يفهم الإنسان من خلال الأخلاق ما يريد أن يلتزم به دون أن يأخذ مجموعة التعاليم الأخلاقية ويتبناها، فهو يقدم للإنسان المعرفة في مسائل الحياة المتعددة.
لا شك في أن الأخلاق هي ثمرة جهد الإنسان وحياته واختباراته مع الآخر وتطور المجتمعات، وهذه المعرفة لا تزال موضوع اكتساب، فهو يعرف أكثر فأكثر في موضوع الحياة الأخلاقية والإيمانية والاجتماعية، فالكنيسة تقدم تعاليمًا في كل المواضيع الأخلاقية والاجتماعية والإنسانية، فالإيمان المسيحي يحتوي على فكر ومعايير من خلالها نستطيع فهم الحياة كلها ونميز بين مواضيعها المختلفة ونحدد لكل موضوع منها إطارها.
٤- تحفظ كل من الأخلاق والإيمان مكانًا مميزًا لمسألة الاختبار في حياة الإنسان
لا تستطيع مثلًا أن تقول إنك مؤمن إلاَّ إذا عشت الإيمان. فالإيمان ليس فقط مجموعة قضايا يصدقها الإنسان بل هو معرفة المسيح معرفة اختبارية. وأهمية الاختبار تكمن في أن غاية الأخلاق والإيمان هي غاية عملية وليست غاية نظرية، مثلًا: السعادة كلمة أو فكرة تفرح بها وفي نفس الوقت أنت تظلم الآخر، كيف تعيش السعادة مع الظلم، أو مع الشعور بالظلم؟ أنا لا أستطيع التمتع بكلمة السعادة إلاَّ إذا عشتها واختبرتها في حياتي وإلاَّ تبقى مجرد فكرة أعيشها بمزاجية.
أهمية الاختبار أيضًا تكمن في أن الإنسان في حياته الأخلاقية والإيمانية يُدرك تمامًا بأن بناء الحياة الأخلاقية على المستوى الفردي والاجتماعي عمومًا، وبناء ملكوت الله بواسطة الإيمان، يحتاجان إلى فعل الإنسان، وإلى اختباراته.
٥- يضع كل من الأخلاق والإيمان الإنسان أمام مثال أعلى في الحياة
هذا المثال يوحد كل المسيرة الأخلاقية والإيمانية. المثال هو فكرة: يوجد قاعدة ١-٢-٣ وطريق لكي تقترب من هذه القاعدة (المثال). المثال هو الخير، السعادة، الوحدة في حياتنا. وأنا كمسيحي مثالي هو المسيح، الذي هو الرأس، وكل شيء يأخذ منه.
ماذا يضيف الإيمان على الأخلاق؟ ألا يكفي أن يكون المؤمن "أخلاقيًا" لكي يربح الحياة الأبدية؟ هناك أربعة ميزات تميز بين موضوع الأخلاق وموضوع الإيمان:
الميزة الأولى
حقيقة الشخص البشري الذي هو موضوع الأخلاق والإيمان: هل النظرة إلى الإنسان هي نفسها في الفكر الأخلاقي وفي الإيمان، وبالتالي هل التعامل مع الإنسان هو ثمرة نظرة محددة؟ إذا انطلقنا من فكرة المساواة بين الإنسان والإنسان، هي أساسية في شرعة حقوق الإنسان، كل البشر متساوون، نتيجة هذه الفكرة، تنظم كل أطر العلاقة بين الإنسان والإنسان، فإنَّ كل واحد له حقوقه ويجب أن تحترم هذه الحقوق وألا يتعدى عليها، ويستطيع الإنسان أن يقول انطلاقًا من المساواة كما أني احترم حقوق الآخر أطلب من الآخر أن يحترم حقوقي. هذه المساواة هي قادرة أن تبني عالمًا أخلاقيًا يحافظ على الجميع.
انطلاقة أخرى تذهب أبعد من حدود المساواة مع أنها تعترف بها ولا تتعدى عليها. إذا قلنا إن كل البشر متساوون ليس فقط بالطبيعة وإنما بالدعوة، متساوون بنظرة واحدة بدءً بفعل الخلق وانتهاء بفعل الخلاص على الصليب، حيث فدى الله الجميع على الصليب، وبما أن المسيح افتدى الإنسان، فقد أعطاه صورة تختلف صورة المساواة والحقوق. هذه الصورة تستوعب صورة المساواة والحقوق وتكملها، أي أن الإنسان أصبح بواسطة المسيح موضوعًا قابلًا للتضحية، أن يكون هو غاية تضحية الإنسان. ولذلك أستطيع من خلال رؤية الإنسان كصورة مفتداة بالمسيح، أن أتعامل مع هذه الصورة من ناحية التضحية ولا أضع نفسي كحد لهذه الصورة، وإنما أضحي بذاتي كما فعل المسيح على الصليب من أجل هذه الصورة. وإذا فعلت ذلك فأنا في إطار العلاقة مع الإنسان بالإيمان، أي أبني مع الإنسان علاقة إيمانية وليست أخلاقية. وما يميز المؤمن هو أنه يتخطى ما يسمى بالحدود الأخلاقية.
الميزة الثانية
إن لكل من الأخلاق والإيمان مرجعية أو مرجعيات خاصة بها: العدالة ـ الأمانة ـ الشريعة ـ النظام ـ الدولة ـ العائلة: هذه أسس تبني الذهنية الأخلاقية، وبالتالي الإنسان يعيشها فيميز بين الخير والشر. أما بالنسبة للإيمان، فهناك مرجعيات خاصة به: الله ـ المسيح، لذلك المؤمن المسيحي لا يعيش أخلاقية دون العودة إلى المسيح. كلمة المسيح، حياته، أفعاله، هذه كلها أسس أخلاقية عند الإنسان. مرجعية أخرى هي الكنيسة كجماعة: الكنيسة في نظرتها الأخلاقية وفي تعليمها الأخلاقي.
الميزة الثالثة
المثال الذي يشكل غاية وروح الحياة الأخلاقية والإيمانية، المثال انتقل من فكرة، من مفهوم يتجسد بفضائل إلى شخص تجمعت فيه هذه القيم والأفكار والفضائل هو شخص يسوع المسيح، فالمثال أصبح حياة، وحياة المسيح أصبحت مثال المؤمن بمفهوم إيماني وأخلاقي معًا. فقيمة الأخلاق هي يسوع المسيح، والأخلاق مسيرة تصل إلى قمتها في التضحية. ما هي الأخلاق؟ هي الدافع الموجود في حياة الإنسان وتصبح أساسية عنده لتوظيف حياته في سبيل الحياة والآخر. هذه الخلقية بالمسيح قادرة أن تصل إلى حد التضحية. والحياة الإيمانية لا تصل إلى قمتها إلاَّ في التضحية. لذلك مثال المؤمن هو المسيح من الناحية الأخلاقية والإيمانية مع الله.
الميزة الرابعة
ما الذي يحيي ويحرّك اختبار الأخلاق واختبار الإيمان؟ مثال: يعتاد الإنسان أن يتمرس على الصدق في حياته، فتصبح قوة داخلية اسمها الصدق فضيلة لها معنى، يعيشها الإنسان وتصبح فاعلة في حياته، يفرح بعلاقة داخلية بينه وبين فضيلة الصدق، وكإنسان يعيش بعلاقة خفية مع فضيلة الصدق فلا يستطيع أن يكذب أو يغش، أصبح عنده في داخله صوت يحركه ويناديه، كل شيء يجتمع في ذاته وهنا تنطلق القوة الأخلاقية عند الإنسان.
في مرحلة من مراحله يصبح الإنسان مسؤولًا عن ذاته، ومستقلًا في حياته، ومتحملًا مسؤولية تصرفاته مع تجاوبه مع ضميره أو عدمه. فالضمير يجسد كلمة الله أو صوت المسيح الذي يقويه الروح، فالروح يحيي الحياة الأخلاقية عندما يدفعها إلى مستوى كلمة الله، عندما يقودها لتصل إلى حدود التضحية، وإلاَّ ما الذي يمكِّن الإنسان من أن يضحي؟