صاحب السيَّادة المطران جوزيف العبسيّ

يحتفل بقدّاس الراقدين عشية سبت الأموات

في كنيسة المدفن

٢٠١٧/٢/١٧

احتفل صاحب السيادة المطران جوزيف العبسي الكلّي الاحترام النائب البطريركيّ العام بدمشق، بالليتورجيا الإلهيّة بمناسبة سبت الراقدين يوم الجمعة مساءً في كنيسة المدافن الخاصة بطائفة الروم الملكيّين الكاثوليك في باب شرقي.

وبدأ الاحتفال باستقبال صاحب السيَّادة عند باب الكنيسة، من قبل الآباء الذين يخدمون في كنيسة المدافن الأب إيليا فرنسيس والأب سلامة السلامة، وأعضاء من لجنة دفن الموتى الخاصّة بالأبرشيّة، عدد من المؤمنين الذين أتوا ليُشاركوا في الاحتفال ويزوروا قبور موتاهم، وقد رافق صاحب السيَّادة الأرشمندريت الياس الدبعي مدير المكتب البطريركي والأب د. شحادة عبود رئيس محكمة البداية، والأب رافي حلاوة مدير المكتب الإعلامي.

وخلال الاحتفال ألقى صاحب السيادة عظةً جاء فيها: "تقيم الكنيسة تذكارًا احتفاليًّا للأموات الراقدين في هذا اليوم السبت الذي قبل مرفع اللحم. يعني قبل زمن الصوم، ونحن نعلم أنّ زمن الصوم هو الزمن الذي تدعونا فيه الكنيسة بنوع خاصّ إلى التوبة والرجوع إلى الله وإلى عمل أعمال التقشّف والإماتة وما شابهها، تلك الأعمال التي تذكّرنا بأنّنا بشر قابلون ومعرَّضون للموت والتي تذكّرنا بأنّ هذه الحياة الدنيا ما هي إلاّ مرحليّة نتهيّأ فيها للحياة الأبديّة. إنّ زمن الصوم هو زمن مساعد على التأمّل في حقيقة الحياة الحاضرة هذه، في عدم ديمومتها وسرعة عطب الأشياء فيها، وإنّ وضع سبت الأموات قبل زمن الصوم غرضه بالتالي الدعوة إلى الدخول في هذه الأجواء الصياميّة.

 وتابع سيادته: "وإن دلّ ذلك على شيء فهو يدلّ على الأهمّيّة التي تضفيها الكنيسة على الصلاة من أجل الأموات فإنّ الكنيسة تصلّي من أجل الأموات لأنّ هؤلاء الذين انتقلوا إلى الحياة الأبديّة، ما زالوا أعضاء حيّة في كنيسة المسيح الواحدة، في جسد المسيح الواحد، وهم الآن أحياء مع المسيح، كما أنّنا نحن الباقين هنا أحياء مع المسيح أيضًا، ولو كانت الطريقة، طريقة الحياة، تختلف بين هنا وهناك، إلى أن نلتقي جميعنا في الربّ ونحيا معه الحياة الأبديّة التي وعدنا بها. وهذا ما عبّر عنه القدّيس بولس بشيء من الوصف المادّيّ حين قال لأهل تسالونيكي: إنّ الربّ "سينزل من السماء فينهض الراقدون في المسيح أوّلاً ثمّ نحن الأحياء الباقين نُختطف معهم جميعًا في السحب لنلاقي الربّ في الفضاء وهكذا نكون مع الربّ دائمًا" (١تسا ٤: ١٦-١٧). ما يريد أن يقوله بولس بهذا الوصف المادّيّ هو أنّ الذين سبقونا أحياء، كما أنّنا نحن الذين بقينا أحياء، ولسوف نلتقي جميعًا في الربّ يسوع ونحيا معه في الوقت الذي يحدّده الله تعالى بحكمته".

وأضاف سيادته: "لنصلِّ اليوم لأجل أمواتنا لكي يجعل الربّ الإله روحه فيهم فيحيوا ويحصلوا على الحياة الأبديّة التي أعدّها لنا الربّ يسوع. لنصلِّ لكي يجمعنا الربّ يسوع وإيّاهم في يوم مجيئه الثاني في الملكوت السماويّ. ولنصلِّ لكي يجعل روحه فينا نحن الأحياء أيضًا حتّى ينهضنا من خطايانا ويشفي جراحاتنا ويبعث فينا مواهبه وثماره التي ذكر القدّيس بولس البعض منها في الرسالة إلى الغلاطيّين: "المحبّة والفرح والسلام وطول الأناة واللطف والصلاح والأمانة والوداعة والعفاف" (غلا ٥: ٢٢-٢٣). لنصلِّ بنوع خاصّ لأجل الذين سقطوا من أبناء بلدنا الحبيب سورية في الأحداث التي نمرّ بها. لنصلِّ لكي يرحمنا الربّ الإله جميعًا".

وختم سيادته العظة قائلاً: "في الختام أودّ أن أتلو باسمكم صلاة ترفعها الكنيسة في هذا اليوم إلى الربّ يسوع قائلة: "أيّها المسيح، إنّ قيامتك من بين الأموات هي الغلبة على الموت لجميع الراقدين بحسن عبادة. لذا نتوسّل إليك بحرارة أن تريح في ديارك وفي أحضان إبراهيم عبيدك الذين عبدوك بطهارة من عهد آدم إلى اليوم، من آبائنا وإخوتنا وأصدقائنا وأقربائنا وكلِّ إنسان خدمك في هذا العمر بإيمان وانتقل إليك بطرق مختلفة وبأحوال متنوّعة، وأهّلهم يا ألله لأن يحظَوا بملكوتك السماويّ".

وفي نهاية الليترجيا الإلهيّة أعطى صاحب السيَّادة البركة الختاميّة، وانتقل الجميع إلى الصالون لتقديم التهاني باقتراب زمن الصيام المقدّس.