كلمة غبطة البطريرك
غريغوريوس الثالث لحّام
في ختام سينودس أساقفة الكنيسة البطريركيّة ٢٠١٧
"ما أطيبَ وما أحلى أنْ يجتمعَ الإخوةُ معا" (مز ١٣٣: ١)
"فَتَمّموا فَرَحي بأنْ تكونوا على رأيٍ واحدٍ ومَحبّةٍ واحدةٍ وقَلبٍ واحدٍ" (فيلبي ٢: ٢)
أرسل أحدهم إليَّ هذه العبارة في الأيّام الأخيرة: كلّ أزمةٍ هي فرصة للأفضل. وأظنّ أنّ الأزمة التي مرّت بها كنيستنا هي أيضًا نعمة. ومع بولس نقول: "إنّ الذين يحبّون الله كلّ شيء يعاونهم للخير. والله قادرٌ أن يخرج من الظلمة نور!"
إنّ نعمة الروح القدس جمعتنا في هذا السينودس، رعاة مطارنة وانضمّ إلينا ورؤساء عامّون ورئيسات عامّات. وحين نرفع صليبك يا مخلّص نقول: مبارك الآتي في سينودسنا باسم الربّ. ومباركة المحبّة التي تجمع اليوم قلوبنا!
لقد تجدَّدتْ وتجلَّتْ في هذا السينودس المحبّة بيننا نحن رعاة هذه الكنيسة الروميّة الملكيّة. ولسان حالنا صلاة يوم العنصرة: "أيّها المسيح المخلّص. لقد أرسلت مجدكَ لتلاميذكَ معايني اللاهوت. وجدَّدتَ لهم (ولنا) روحًا مستقيمًا. لكي نُذيع أوامركَ وتدبيركَ وبشرى إنجيلكَ المقدّس. مثل قيثارة موسيقيّة تحرّكها ريشة إلهيّة سريّة. (جلسة مزامير أحد العنصرة).
إنّنا نشعر اليوم حقًّا بعنصرة جديدة في كنيستنا. وتتحقّق فينا في هذا الاتفاق المقدّس معاني وروحانيّة العنصرة المقدّسة بحلول الروح القدس. فنقول: "نحن الذين هبَّت علينا النعمة الجارية من الله. قد صرنا مضيئين ولامعين ومتغيّرين تغيّرًا غريبًا فائق البهاء. فنمجّد الروح القدس باتفاق الأصوات " (التاسعة من صلاة السحر).
ونقول أيضًا: اليوم عاينتْ الأمم (وكلّ أبناء كنيستنا) المعجزات في هذا السينودس. لمّا نزل الروح القدس علينا في هذا السينودس المقدّس. ونأمل أن تكون مفاعيله فينا كما تصفه صلاة العنصرة: "إنّ الروحَ القدسَ نورٌ وحياةٌ. وينبوعٌ حيٌّ عقليٌّ. روحُ حكمةٍ روحُ فهم. صالحٌ مستقيمٌ. عقليٌّ. مرشدٌ. مطهّرٌ للهفوات. إلهٌ ومؤلّهٌ. نارٌ صادرةٌ من نار، متكلّمٌ فاعلٌ. موزّعٌ للمواهب. به تكلّلَ جميعُ الأنبياء. ورسلُ الله والشهداء. هي سمعةٌ غريبةٌ. رؤيةٌ غريبة. نارٌ مقسومة. لتوزيعِ المواهب".
ومعًا نرفع آيات الشكر إلى المخلّص الإلهيّ على آلائه ومع صلواتنا الطقسيّة الجميلة نقول: "أسبحك في ديارك يا مخلّص العالم. وأسجد لقوّتك التي لا تُقهر جاثيًا. وأباركك يا ربّ في المساء والصباح والظهر وفي كلّ وقت".
وفي ختام هذا السينودس المقدّس. حيث شعرنا بحضورك أنت القائم من بين الأموات وقاهر الموت. وكما كنت مع تلاميذك شعرنا بأنّك كنت معنا تقول لنا: "السلام لكم! سلامي أعطيكم". تابعوا رسالتكم الرعويّة في هذه البلاد المسيحيّة المشرقيّة مهد المسيحيّة! وابذلوا كلّ غالٍ ورخيص لكي تحافظوا على إيمان رعاياكم. ولكي نبقى هنا في بلادنا مهد المسيحيّة نورًا وملجأً وخميرة. ونرفع أيدينا متضامنين مع أبنائنا في هذه البلاد الجريحة، ونصلّي مع المجتمعين في جنيف اليوم من أجل السلام في سوريا وفي كلّ مكان، ونقول أعطنا يا رب سلامك. ألا ألهم الله قلوبهم وملأها من نوره لكي يعملوا بحقّ من أجل السلام.
وهنا نشكر نيافة الكاردينال ماريو زيناري السفير البابوي بدمشق وسيادة المطران غبريال كاتشا السفير البابوي في لبنان. ومن خلالهما قداسة البابا فرنسيس ونيافة الكاردينال ليوناردو ساندري رئيس المجمع للكنائس الشرقيّة لأجل محبّته وتضامنه وسهره.
وأشكر بنوعٍ خاصّ شكرًا قلبيًّا عاطفيًّا بدموع الفرح! أشكركم يا إخوتي الأحبّاء! أشكركم على ثقتكم وأنا أثق بكم وأحبّكم! وأشكر إخوتي الآباء الرؤساء العامّين الأحبّاء وأخواتي الأمّهات الرئيسات العامّات المحبوبات الذين واللواتي مع رهبانهم وراهباتهم رافقوا مجمعنا بالصلوات. وأشكر جميع المؤمنين الذين أظهروا محبّتهم لكنيستهم بالصلاة والعاطفة والإيمان.
إنّنا من هذه الكنيسة، أنتم وأنا نرفع يدنا ونبارك شعبنا في ختام هذا السينودس المبارك ونؤكّد لهم أنّنا نحبّهم ونخدمهم ونقول: "ياربّ ياربّ! اطّلع من السماء وانظر وتعهّد هذه الكرمة. كنيستك الروميّة الملكيّة. وجميع كنائسك. واحفظها وأنمها وقدّسها لأنّ يمينك قد غرستها". وستبقى كما أوصانا البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني "كنيسة قويّة متماسكة".
ونصلّي أيضًا: "وطّد أيّها المسيح الإله الإيمان القويم المقدّس. مع هذه الكنيسة وكنائسنا وأديارنا إلى دهر الدهور آمين".
غريغوريوس الثَّالث
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريَّة وأورشليم
للرُّوم الملكيّين الكاثوليك