صاحب الغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام
يحتفل بصلاة النوم الكبرى المعروفة بصلاة يا رب القوات
في كاتدرائية سيّدة النياح بدمشق
٢٠١٧/٢/٢٧
احتفل صاحب الغبطة السيّد البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك في كاتدرائية سيدة النياح بصلاة النوم الكبرى المعروفة بصلاة يا ربّ القوات، وشارك بالاحتفال صاحب السيادة المطران نقولا أنتيبا مطران بصرى وحوران وجبل العرب للروم الملكيين الكاثوليك. بالإضافة إلى كهنة الرعيّة الأب مكاريوس قلومة والأب بشار اللحام وبحضور الأب أنطوان مصلح والأب رافي حلاوة مدير المكتب الإعلامي.
وأثناء الصلاة ألقى غبطته كلمةً أكد فيها على معاني الصوم المبارك والفضائل الإلهية، وشرح بعض المقاطع من رسالته التي أصدرها حول الصوم المقدس والتي تحمل عنوان "دموعًا أعطني يا الله" حيث قال غبطته "أردتُ يا ربّ أن أُمحوَ بالدُموع صكَّ زلّاتي. وأُرضيَكَ بالتوبة باقيَ أيام حياتي" (اللحن الرابع من المُعزّي).
بهذا النشيد الروحي نستقبل الصومَ الأربعينيَّ الكبيرَ المُقدَّس. ومع المرأة الخاطئة وصلوات "يا ربَّ القوات"، نهتِفُ: "دموعًا أعطني يا الله، كما أعطيتَ قديمًا المراة الخاطئة. وأهِّلني أن أبُلَّ قدمَيكَ اللتَينِ حرَّرتاني من طريق الضَّلال. وأُقدِّمَ لك كطيبٍ ذكيٍّ، عيشةً نقيَّةً إقتنيتُها بالتوبة. لكي أسمعَ أنا أيضًا صوتَكَ المـُشتهى. إيمانكَ خلَّصكَ! فامضِ بسلام" (من صلاة النوم الكبرى).
معكم أيُّها الأحبَّاء، أريدُ أن أتأمل في قوَّة دموع التوبة، في مسيرة أيَّام الصوم المـُقدَّسة، التي تقودنا إلى أفراح القيامة.
وأضاف قائلاً: إلى هذه الوقفة الحميميَّة مع الله، مع يسوع، تدعونا الكُتُب المـُقدَّسة. فتَضعُ أمامنا أمثلةً على التوبة بالدموع. منها دموع داود النبي التائب الذي وضع المزمور الخمسين تعبيرًا عن توبته بعد خطيئتَيه: القتل والزنى. وتتردَّد عباراتُ توبةٍ ممزوجةٍ بالدموع في الكثير من المزامير المنسوبة إليه. "أعييتُ في أنيني. بدموعي أغسِلُ كلَّ ليلةٍ سريري. وأبُلُّ فراشي. ذبُلَتْ من الغمِّ عينِي" (المزمور ٦). وفي المزمور ١٠١ يُعبِّر عن ألم قلبه هكذا: "مِن صوتِ تأوُّهي لَصِقَ عظمي بجلدي... صِرتُ مثل بوم الأخربة... مزجتُ شرابي بدموعي". وفي المزمور ٣٠ يتأوَّه النبي: "قد تلاشتْ في الألم حياتي. وأعوامي من الزَّفرات".
وفي الختام يتنهَّد قائلًا: "متى أجيئُ وأتراءَى أمام الله! لقد صارتْ دموعي هي خبزي وشرابي نهارًا وليلًا" (المزمور ٤٢: ٢-٣). "فأكلتُ الترابَ مثل الخبز ومزجتُ كأسي بالدموع" (المزمور ١٠٢: ٧-٨-٩).