صاحب الغبطة البطريرك
غريغوريوس الثالث لحام
يُلقي كلمة في مؤتمر الأزهر حول الحرية والمواطنة
القاهرة ٢٨ شباط حتى ١ آذار
افتتح الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، صباح الثلاثاء المؤتمر الدولي "الحرية والمواطنة. التنوع والتكامل" الذي ينظمه الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بمشاركة وفود من أكثر من ٥٠ دولة حول العالم.
وشارك في الافتتاح أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، والبطريرك مار بشارة الراعي بطريرك الموارنة في لبنان، والبطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك، والبطريرك يوحنا العاشر اليازجي بطريرك الروم الأرثوذكس، والكاثوليكوس ارام الأول كشيشان بطريرك الأرمن الكاثوليك بلبنان، والقس الدكتور حبيب بدر رئيس الطائفة الإنجيلية بلبنان. وترأس وفد دولة الإمارات العربية المتحدة برئاسة الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التسامح. بالإضافة إلى علماء ورجال دِين ومفكرون ومُثقَّفون وأهلُ رأي ومعرفة وخبرة من المسلمين والمسيحيين، ووجهاؤهم وشَخصياتهم المدَنية، وذلك للتداول في قضايا المواطنة والحريات والتنوع الاجتماعي والثقافي.
وناقش المؤتمر أيضاً الأبعاد المشرقية والعالمية للتجربة العربية الإسلامية والمسيحية في العيش المشترك والمتنوع، وقضايا هذا العيْش ومشكلاته وتحدياته؛ وذلك للنظرِ في الإمكانيَّاتِ المتجدِّدةِ للحاضِرِ والمستقبل، والعمل معاً على التفكير بعقد توافقي جامع ومتكافئ يتمتعُ بمقتضاه الجميع بالحرية والمسئولية والانتماء الحر، والحقوق الأساسية، والرؤية الواعدة للمستقبل.
ويبحث المؤتمر في أربعة محاور:
المحور الأول: يتناول الأول موضوع المواطنة، ويتضمن العناوين التالية: خصائص المواطنة وشروطها في عالم اليوم، الأوضاع الحاضرة لعلاقات المواطنة في العالم العربي في النصوص والنفوس والوقائع، ثم رابطة المواطنة: أبعادها ومستقبلها، وأخيرًا الأزهر وسؤال المواطنة.
ويدور المحور الثاني: حول قضية الحرية والتنوع، ويتضمن الموضوعات التالية: حرية الأفراد وهوية الجماعات، الحرية في الممارسة واحترام التنوع، الأديان والحريات، دور الدولة في صون الحريات وحماية التنوع.
أما المحور الثالث فيستحضر مسائل التجارب والتحديات، ويتضمن الموضوعات التالية: مبادرات الأزهر، المبادرات المسيحية، الكلمة السواء، المبادرات المشتركة.
والمحور الرابع يعالج قضايا المشاركة والمبادرة، ويتضمن الموضوعات التالية: العمل مًعا لدرء مخاطر التفكك والانقسام، العمل معا في مواجهة التعصب والتطرف والإرهاب، العمل مًعا في ترسيخ شراكة القيم وتفعيلها، العمل مًعا للحيلولة دون توظيف الدين في النزاعات، العمل مًعا من أجل مشاركة أوسع في الحياة العامة.
كما يناقش المؤتمر أيضا الأبعاد المشرقيَّة والعالميَّة للتجربة العربيَّة الإسلاميَّةِ والمسيحيَّةِ في العَيْشِ المشترَكِ والمُتنوِّعِ، وقضايا هذا العَيْشِ ومُشكِلاته وتحدياته؛ وذلك للنظرِ في الإمكاناتِ المتجدِّدةِ للحاضِرِ والمستقبَلِ، والعملِ مَعًا على التفكيرِ بعقدٍ توافقيٍّ جامعٍ ومُتَكافِئٍ يَتَمتَّعُ بمُقتَضاه الجميعُ بالحريَّةِ والمسؤوليَّةِ والانتماءِ الحُرِّ ، والحقوقِ الأساسيَّة، والرُّؤيةِ الواعدةِ للمُستقبلِ.
واقترح البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك عقد مؤتمر قمة روحية مسيحية إسلامية في العالم العربي يتبعها قمة اخرى مسيحية إسلامية عالمية للتأكيد على وحدة الطرفين، مشيرًا إلى أن المسيحيين سيبقون في البلاد العربية مع المسلمين، وأن حاضرهم ومستقبلهم ومصيرهم مشترك.
واستعرض خلال كلمته في مؤتمر "الحرية والمواطنة. التنوع والتكامل" الذي يعقده الأزهر ومجلس حكماء المسلمين اليوم، وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني المقدس والتي وضعها قبل خمسين عاما وحملت عنوان "علاقة الكنيسة مع الديانات غير المسيحية"، وقال إنها كانت بمثابة رسالة موجهة للعالم وبداية جديدة للعلاقات.
ووصف مشاركتهم في المؤتمر اليوم "بـالأمر الجيد" لكي تقوى علاقات الأزهر مع المجمع الفاتيكاني المقدس.
من جانبه، طالب البطريرك معر لويس رافايل بطريرك بابل للكلدان في العراق والعالم بتقديم بديل فكري وعملي للوقاية من الأفكار المتطرفة والعمل على تصنيف قانوني لأي عمل تحريضي وعدواني بغض النظر عن ديانته على انه عمل إرهابي.
وأشار إلى ضرورة إعادة النظر في مناهج التعليم واعتماد ثقافة التسامح أكثر تحضرًا وتقديم قيم المحبة والألفة.
وقال: "خلال أربعة عشر قرنًا مضت ربطتنا علاقات قوية وفي سبيل تحقيق السلام ينبغي اعتماد مفهوم الوطن كعامل قادر على توحيد جميع المواطنين".
وبيّن أن الدولة المدنية التي ينادي بها تختلف عن الدولة العلمانية التي تتعارض مع الدين، موضحًا أن الدولة المدنية تضمن حقوق المواطنين وتقوم على القانون والمساواة والعدل وحقوق الأفراد بغض النظر عن الدين أو القومية.
واقترح في أعقاب انتهاء المؤتمر التحرك بمسيرة صامتة بمشاركة الحضور لإيصال رسالة الاتحاد ونبذ العنف.