صاحب السيادة المطران جوزيف العبسي
يحتفل بصلاة المدائح
في كنيسة القدّيس يوسف
٢٠١٧/٣/٣
احتفل صاحب السيادة المطران جوزيف العبسي الكلّي الاحترام النائب البطريركيّ العام بدمشق بصلاة المدائح لوالدة الإله (المديحة الأولى) في كنيسة القدّيس يوسف – الطبالة، وشاركه الاحتفال كهنة الرعيّة الأب إيليا فرنسيس والأب سلامة السلامة، بالإضافة للأب جورج بدوان ورافق صاحب السيادة الأب الياس الدبعي مدير المكتب البطريركي والأب الدكتور شحادة عبود والأب رافي حلاوة مدير المكتب الإعلامي.
وكان في استقبال صاحب السيادة عند باب الكنيسة كهنة الرعيّة يتقدّمهم الفرقة الكشفية ووكلاء الكنيسة بالإضافة إلى جمهور غفير من المؤمنين. وأثناء الاحتفال بصلاة المدائح ألقى صاحب السيادة عظةً تأمليّة بعنوان "السلام عليك يا ممتلئة نعمة الربّ معك".
وقال سيادته " هذه التحيّة الي حيّا الملاكُ جبرائيل بها السيّدة العذراء ليست تحيّة مثل غيرها من التحيّات البشريّة التي نحيّي نحن البشر بها بعضنا بعضًا. إنّها تحيّة من نوع خاصّ. تحيّة الله للعذراء".
وأضاف سيادته: " في الإنجيل لم يرد اسم مريم. لم يقل الملاك جبرائيل للعذراء "السلام عليك يا مريم". قال لها " السلام عليك يا ممتلئة نعمة". كلمة مريم أُضيفت لاحقًا عندما تحوّل سلام الملاك إلى صلاة مديح للعذراء (القرنان ٣-٤). الملاك سمّى العذراء، نادى العذراء، "يا ممتلئة نعمة". اللّه غيّر اسم العذراء من مريم على ممتلئة نعمة. وتغيير الاسم في الكتاب المقدّس يعني تغيير طبيعة الشخص، إذ إنّ الاسم يدّل على الشخص، على طبيعته، لأنّ الاسم هو الشخص، هو معنى هذا الشخص. عندما نادى الله العذراء وسمّاها "ممتلئة نعمة" يعني أنّها في عينيه صارت امرأة أخرى، صارت إنسانة أخرى. مريم الممتلئة نعمة صار امرأة تمتاز عن غيرها من النساء. وهذا ما عبّرت عنه أليصابات عندما خاطبتها قائلة "مباركةٌ أنت بين النساء". صارت مريم تمتاز عن النساء وعن سائر البشر بأنّها عُصمت من الخطيئة الأصليّة ومن كلّ خطيئة. النعمة التي يتكلّم عنها الملاك جبرائيل هي هذا، هي نقيض الخطيئة. ولا عجب في ذلك فالعذراء الممتلئة نعمة سوف تحمل في بطنها، سوف تلد من هو "النعمة" كلُّها، أعني يسوع المسيح ابن الله، قدُّوس الله، كلمة الله. هكذا، حدّد الملاك جبرائيل منذ البداية، حدّد طبيعتها الاستثنائية".
وختم سيادته العظة " أيّها الأحبّاء، صلاة المدائح هذه لا ينبغي أن تبقى كذلك فقط: مدائح نطلقها على العذراء مريم. علينا أن نتأمّل فيها ونسعى إلى الاقتداء بالسيّدة العذراء. كثيرًا ما نمدح القدّيسين ونُعجب بهم ونعدّد صفاتهم، لكن لربّما قليلاً ما فكّرنا أن نقتدي بهم. لا تعلن الكنيسة بعض أبنائها قدّيسين لتمدحهم فقط بل خصوصًا لكي بهم ونصير نحن أيضًا قدّيسين على مثالهم".