سيرة حياة غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم
للرُّوم الملكيين الكاثوليك
نشأته وتربيته الرَّهبانيَّة:
- وُلِدَ في داريَّا الشام سنة ١٩٣٢، وهي حسب التقليد القديم مكان اهتداء القدِّيس بولس الرَّسول، وظهور السَّيِّد المسيح له.
- دخل دير المخلِّص العامر (صيدا - لبنان) عام ١٩٤٣، حيث تلقَّى دروسه الابتدائيَّة الثانويَّة والفلسفيَّة واللَّاهوتيَّة. أبرزَ نذوره الرَّهبانيَّة الأولى في ١٥ آب ١٩٤٩ والمؤبَّدة في ٢٠ كانون الثاني ١٩٥٢.
- أُرسِلَ عام ١٩٥٦ إلى روما لمتابعة دروسه الجامعيَّة. وحاز على شهادة ليسانس في اللَّاهوت من جامعة القدِّيس أنسلموس، وليسانس في اللَّاهوت الشرقي، ودكتوراه في العلوم الكنسيَّة الشرقيَّة من المعهد الحبري للدِّراسات الشرقيَّة عام ١٩٦١.
- سِيمَ كاهنًا في غروتَّا فرَّاتا (قرب روما) في ١٥ شباط من عام ١٩٥٩.
- في خريف عام ١٩٧٤، عيَّنهُ غبطة البطريرك مكسيموس الخامس حكيم مدبِّرًا بطريركيًّا ثمَّ نائبًا بطريركيًّا أصيلاً في بطريركيَّة الرُّوم الكاثوليك في القدس، في ظروفٍ عسيرةٍ جدًّا، على إثر اعتقال سيادة المطران إيلاريون كبُّوجي، من قِبَلِ السُّلطات الإسرائيليَّة.
- عام ١٩٨١ انتُخبَ مطرانًا في السينودس الذي عُقِدَ في ٩ أيلول ١٩٨١. ورُسِمَ مطرانًا في ٢٧/١١/١٩٨١، وبقي في القدس حتى انتخابه بطريركًا عام ٢٠٠٠.
- انتخبه السِّينودس المقدَّس بطريركًا في ٢٩ تشرين الثاني ٢٠٠٠، بعد استقالة المثلَّث الرَّحمة البطريرك مكسيموس الخامس حكيم لأسبابٍ صحِّيَّة.
شعارُهُ البطريركيّ:
"إسهروا وسيروا في المحبَّة"
خدمته في دير المخلِّص ولبنان:
_ بعد عودته إلى لبنان عام ١٩٦١، عُيِّنَ رئيسًا للإكليركيَّة الكبرى في دير المخلِّص (١٩٦١- ١٩٦٤)، وفي جعيتا قرب بيروت (١٩٦٦-١٩٦٩). وكان طيلة هذه المدَّة أستاذًا للَّاهوت والطُّقوس والدُّروس الشرقيَّة في دير المخلِّص، ثمَّ في جامعة الرُّوح القدس _ الكسليك قرب بيروت.
_ أسَّسَ عام ١٩٦٢ مجلَّة "الوحدة في الإيمان". وهي المجلَّة المختصَّة بالدِّراسات الشرقيَّة والمسكونيَّة الوحدويَّة الوحيدة والأولى باللُّغة العربيَّة.
_ عُيِّنَ أمين سرِّ اللَّجنة المسكونيَّة واللَّجنة الطَّقسيَّة التابعتَين لبطريركيَّة الرُّوم الكاثوليك. وأعدَّ بصفة أمين سرّ لعقد المؤتمر الطَّقسي الأوَّل المشترك بين الرُّوم الأرثوذكس والرُّوم الكاثوليك (بيروت عام ١٩٧٢). وكان ناشطًا في الحوار والعلاقات بين الكنيستَين الشقيقتَين. وكان عضوًا في رابطة الجامعات والمعاهد الدِّينيَّة العالية في الشرق الأوسط.
- طيلة هذه المدَّة خدم في رعايا كثيرة في لبنان. وكان يتنقَّلُ للوعظ والإرشاد في لبنان وسوريا.
الخدمة الاجتماعيَّة:
- وجَّهَ اهتمامه الكبير للقضايا الاجتماعيَّة. وأسَّس ما دُعيَ "بيت الفتاة" (١٩٦٤)، وهي مراكز جوَّالة لتأهيل الفتيات في القرى، في أبرشيَّة صيدا.
- كانت له "علاقاتٌ وثيقةٌ" بأصدقاءٍ كثيرين في ألمانيا. وهذا ما شجَّعه على تطوير أعماله الاجتماعيَّة. وعلى الأثر أطلق فكرة مشروعه الاجتماعيّ الكبير "دار العناية"، الذي أسَّسه بالتعاون مع المطرانَين: المثلَّث الرَّحمة جورج كويتر (راعي أبرشيَّة صيدا سابقًا)، والمثلَّث الرَّحمة سليم غزال (المعاون البطريركيّ سابقًا)، في بلدة الصَّالحيَّة - قرب صيدا (لبنان). والدَّار مؤسَّسة إجتماعيَّة تضمُّ دارًا لرعاية الأطفال (حوالي ١٠٠ ولد)، ومدرسة مهنيَّة (مصمَّمة لحوالي ٥٠٠ طالب مهني)، ومركزًا راعويًّا واجتماعيًّا ودينيًّا للشباب.
_ أسَّس عام ١٩٧١ "مركز الثقافة الدِّينيَّة والتوجيه الرَّسولي" في دار العناية، وهو مركز مختصّ بالتنشئة الدِّينيَّة للبالغين، وقد تخرَّج منه ٢٠ كاهنًا. والعديد من العلمانيين والعلمانيَّات.
- إشترك في "مؤتمراتٍ علميَّةٍ لاهوتيَّةٍ مسكونيَّةٍ" في ألمانيا خاصَّةً، وفي روما ولندن.
النشاطات والمشاريع في القدس:
- ١٩٧٤-١٩٧٥: أكملَ "المشروع الكبير" الذي بدأه المطران إيلاريون كبُّوجي، وهو إعادة بناء "الدَّار البطريركيَّة" وبناء "نزل فسيح للحجَّاج" فيها، وتجديد "الكاتدرائيَّة البطريركيَّة" وتزيينها بالرُّسوم الجدارنيَّة الرَّائعة.
- عام ١٩٧٥، أسَّس "مركز الثقافة الدِّينية والتوجيه الرَّسولي"، وقد تابع الدُّروس الدِّينيَّة العالية فيه العشرات من الشباب والشابَّات في القدس وضواحيها، وتخرَّج منه العديد من الكهنة.
- عام ١٩٧٦ أسَّس "صندوق الطَّالب" لمساعدة الطلَّاب في تحصيلهم الدِّراسي.
- عام ١٩٧٦ أسَّس "المكتبة الشرقيَّة" بلغاتٍ مختلفة. وهي تهدف إلى التعريف على التراث الشَّرقيّ.
- عام ١٩٧٧ أسَّس "صندوق القروض" لمساندة عائلات القدس في بعض الظُّروف العصيبة.
- عام ١٩٧٨ جدَّد "كنيسة المرحلة السَّادسة في درب الآلام".
- عام ١٩٧٨ أسَّس "الندوة المقدسيَّة"، وهي ندوة فكريَّة دينيَّة مشتركة بين مؤمنين من مختلف طوائف كنيسة القدس الواحدة.
- عام ١٩٧٩ أسَّس "عيادة لطبِّ الأسنان"، لمساعدة أطفال القدس وضواحيها، بمناسبة عام الطِّفل العالمي، وهي حاليًّا في مركز رعاية الطِّفل في القدس.
- عام ١٩٧٩ استعاد "المقبرة الخاصَّة" بطائفة الرُّوم الكاثوليك بالقدس، وكانت قد سُلِبَتْ على إثر حرب عام ١٩٤٧.
- عام ١٩٧٨ أعاد "بناء أنطوش" بلدة رفيديا (نابلس) على أثر تصدُّعه.
- عام ١٩٨٠ رفع "بناء المدرسة البطريركيَّة الثانويَّة" في رام الله، وزاد عليها طابقَين.
- عام ١٩٨٠ أسَّس "فرع مركز الثقافة الدِّينيَّة للسَّيدات" في القدس وفي رام الله.
- عام ١٩٨١ بدأ "العمل في مشروع الإسكان" لبناء ٣٦ شقَّة لأبناء القدس، بالإضافة إلى حضانة وبستان للأطفال ومجمع راعوي واجتماعي وصحِّي وديني، مع كنيسة. ويهدف هذا المشروع مع المشاريع الأخرى إلى الإسهام في تخفيف وطأة الهجرة المؤلمة من الأرض المقدَّسة. أُنجزَ كلَّه عام ١٩٨٧.
- عام ١٩٨١ جدَّد "أنطوش رعيَّة" يافا.
- عام ١٩٨١ أسَّس "مركز الثقافة الدِّينيَّة" وتأهيل معلِّمي التعليم المسيحي في القدس وضواحيها. وهو مشروع مشترك بين بطريركيَّة اللَّاتين وبطريركيَّة الرُّوم الكاثوليك وحراسة الأراضي المقدَّسة. (١٤ آب ١٩٨١)، ودُعيَ مركز مار كيرلُّس، وهو حاليًّا في إطار جامعة بيت لحم، ويعطي شهادات أكاديميَّة. هذا المركز هو متابعة للمركز الذي أُسِّس عام ١٩٧٥.
- عام ١٩٨١ فتح "بيت الطالب الجامعي" في بيت لحم (١٩٨١) وذلك في دير الرُّوم الكاثوليك قرب جامعة بيت لحم. وكان الدَّير قد جُهِّز أصلاً عام ١٩٨٠ ليكون مدرسةً لاهوتيَّة لطلَّاب الكهنوت من أبرشيَّات القدس والجليل والأردن.
- ألقى العديد من "المحاضرات للحجَّاج" وسواهم (حوالي مائة سنويًّا)، في البلاد وخارجها.
- اشترك "بمؤتمراتٍ علميَّة لاهوتيَّة دينيَّة" في ألمانيا ولندن وأوكسفورد وروما.
- عام (١٩٨٤) أنشأ "مركز الشرق المسيحي" في القدس، وبنى مخازن في بيت ساحور.
- عام (١٩٨٧_١٩٩٢) أسَّس "معهد المخلِّص الكهنوتي" في بيت ساحور.
- عام (١٩٨٨) أسَّس "عيادة طبِّيَّة عامَّة" في بيت ساحور.
- عام (١٩٨٨) أطلق "عيادة المحبَّة" في رفيديا (نابلس).
- عام (١٩٩٠- ١٩٩٢) شيَّد "مدرسة جديدة" في بيت ساحور تشمل جناحًا للإدارة، وجناحًا للروضة، وجناحًا للإبتدائي، تكملةً للمدرسة الحاليَّة ومكان بيت الرَّاهبات سابقًا.
- عام (١٩٩١) اشترى "أرض الإسكان" في بيت ساحور، وسلَّمها إلى تعاونيَّة إسكان بيت ساحور لبناء مساكن عليها.
- عام (١٩٩٣) قدَّم "قطعة أرض" في رام الله إلى تعاونيَّة إسكان رام الله، لبناء مساكن عليها.
- عام (١٩٩٥) قدَّم "قطعة أرض" في الطِّيبة إلى تعاونيَّة إسكان الرُّوم الكاثوليك لقيام مشروع إسكان عليها.
- عام (١٩٩٥-١٩٩٦) شيَّد "جناحًا جديدًا في مدرسة" رام الله للتدريب المهني التابع للمدرسة.
- عام (١٩٩٦) اشترى "قطعة أرض في القدس"، طريق حزما - بيت حنينا، لأجل مشروع إسكان آخر.
- بين العامَين (١٩٩٦-١٩٩٨) شيَّد "بنايةً كبيرة" في رفيديا - نابلس تضمُّ عيادة المحبَّة، ومخازن ومكاتب للإيجار.
- منذ عام (١٩٨٦): عُيِّن "رئيسًا للَّجنة اللِّيترجيَّة السِّينودسيَّة والبطريركيَّة" التي أنجزت "كتاب اللِّيترجيَّات" عام (١٩٩٢)، وهو أوَّل كتاب من نوعه في الكنيسة البيزنطيَّة. وأنجز مشروع "كتاب الصَّلوات الطَّقسيَّة" في أربعة أجزاء (بدأ العمل جدِّيًّا عام ١٩٩٣، وانتهى عام ٢٠٠٠).
- أجرى في الأعوام (١٩٩٦-١٩٩٨) "تجديدات واسعة في نزل الحجَّاج" بمناسبة يوبيل ١٥٠ سنة على تدشين كاتدرائيَّة سيِّدة البشارة في البطريركيَّة (١٨٤٨-١٩٩٨). واحتفل بيوبيلها في ١/١١/١٩٩٨.
_ في تموز من عام ٢٠٠٠ نظَّم واستضاف "مؤتمر رؤساء الكنائس البيزنطيَّة الكاثوليكيَّة" في أوروبا الشرقيَّة.