الآباء الرسوليون
الآباء الرسوليون هم الكتّاب الأقدمون الذين عرفوا الرسل، أو عاشوا بينهم، وهم ثلاثة: اكليمنضوس أسقف روما، أغناطيوس الأنطاكي، بوليكربوس أسقف أزمير. هذا بالمعنى الحصري للكلمة. أمَّا بالمعنى الواسع "آباء رسوليون": وتشمل الكتّاب الرسوليين الذين كتبوا من نهاية القرن الأول حتَّى النصف الأول من القرن الثاني. وهذه التسّمية مرّت بعدّة مراحل:
المرحلة الأولى: سنة ١٦٧٢ كتب كوتولييه تحت عنوان "الآباء الرسوليون" عن آباء الكنيسة وصنّف خمسًا منهم بالآباء الرسوليين وهم برنابا، اقليمنضوس أسقف روما، أغناطيوس الأنطاكي، بوليكربوس أسقف أزمير، وراعي هرماس.
المرحلة الثانية: في القرن الثامن عشر أُضيف إلى الآباء الخمسة بابياس، والرسالة إلى ديوغنيس، فصار عدد الآباء سبعة.
المرحلة الثالثة: في القرن التاسع عشر، سنة ١٨٨٣، ظهرت الديداكيه، التي أُضيف إليها موشّحات سليمان سنة ١٩٠٥.
أصل كلمة "الآباء الرسوليون"
أوَّل من استعمل هذه الكلمة هو القدِّيس إيريناوس (١٤٠-٢٠٢)، فإنَّه يقول عن بوليكربوس أسقف إزمير بأنَّه أب رسولي. ولكنَّ هذه الكلمة لم تصبح شائعة الاستعمال إلاّ في القرن السابع عشر. وهذه التسّمية أطلقها Cotelier في اسم كتابه: "أعمال القدِّيسين".
الطابع العام لكتابات الآباء:
إنَّ كتابات الآباء الرسوليين، تتَّصل بشكل قريب بالكتب المقدَّسة، وخاصة بكتاب العهد القديم. ميزتها المهمَّة أنَّها تتَّكل على العهد القديم، وأنَّها لم تعتمد على التحليل اللاهوتي، بل كان لها طابع أدبي عملاني خاص نسمَّيه اليوم بالطابع الرعوي في الكنيسة الأولى. يتضمَّن هذا الأدب الرعوي ثلاث نقاط:
- عظمة سرّ الخلاص الذي ظهر بيسوع المسيح.
- التشديد على الطاعة للرؤساء الكنسيين.
- التحذير من الهرطقات والبدع والضلال. وبذلك كان الآباء الرسوليون بعيدين عن التحليل اللاهوتي الذي ظهر في القرن الثاني مع الآباء المدافعين.