ها أناذا آتي
لقاءات إنجيليّة
مجموعة المطران جوزيف العبسيّ (٥)
٢٠١٤
لم يكن هدف يسوع أن يُجري مقابلة مع الناس ولا أن يقيم علاقة بل أن يصنع لقاء. قد تكون المقابلة عابرة والعلاقة قسريّة ومنفعيّة، أمّا اللقاء فهو دائم وحرّ ومجّانيّ. ما كان يسوع يسعى إليه هو أن يكون بينه وبين كلّ واحد منّا لقاء يُشعرنا به بأنّنا باقون وأحرار ومحبوبون.
لقاءات حصلت بين يسوع وأشخاص ذكرهم الإنجيل بنوع خاصّ تعلّمنا أنّ الحياة ليست وقتًا نقضيه، ولو كان أزليًّا، بل فرح بأن نكون ونقيم ونثبت "مع الربّ دائمًا"، فرحُ يسوع الكاملُ الذي فينا والذي لا يقدر أحد أن ينتزعه منّا كما وعدنا.
لقاءات نتعلّم منها أنّ الحياة تكون عندما نجد من يحبّنا، من يرضى بنا، من يُعجب بنا، من يرتاح إلينا، من يبتسم لنا.
لقاءات نتعلّم منها أنّ الحياة تكون بقدر ما للإنسان من قيمة ومن كرامة ومن جمال ومن غنًى ومن وجود.
لقاءات هي تذوّق منذ الآن للّقاء النهائيّ المنتظر، للقاء الملكوت المترجّى، الذي لا تراه عين ولا تسمع به أذن ولا يخطر على بال بشر.
يُطلب هذا الكتاب من المكتبة البولسيّة جونيه، لبنان.
أو من صاحب السيادة المطران جوزيف العبسي الكلّي الاحترام، دمشق، سوريا.