الصوم الكبير
مع
شرح صلوات أسبوع الآلام
تأليف
الأب ألكسندر شميمن
المنشورات الأرثوذكسية دار الكلمة
تعريب
الأب إبراهيم سرّوج
الطبعة الثانية
1986
كلمة المعرب
كان لسيادة راعينا الجليل، المطران الياس قربان، منذ تسلمه مهام أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما، اهتمامات عظيمة في ميدان التعليم الديني ونشر الفكر الأرثوذكسي. كما كان له الفضل الكبير أن تظهر في عهده أولى المبادرات الفكرية في الكنيسة الأنطاكية من إنشاء مكتب للتعليم الديني وإصدار نشرة أسبوعية وجريدة شهرية ليوزّعا مجانًا على جميع أبناء الأبرشية. بالإضافة إلى إصدار كراريس لاهوتية عربّها سيادته بنفسه وهي: الصوم الأربعيني، سر المعمودية وسر الزواج.
هذا ونراه الآن ينشئ، بالمساهمة مع غبطة البطريرك وبعض السادة المطارنة، مكتبًا مهمًا نشر الكتب الدينية والتربوي والثقافية. وكتاب "الصوم الكبير" الذي تجدونه بين أيديكم هو باكورة أعماله.
إن مؤلف الكتاب هو الأب ألكسندر شميمن عميد معهد القديس فلاديمير في نيويورك وأستاذ التاريخ الكنسي واللاهوت الطقسي. وهو من أبرز المفكرين الأرثوذكس في أوروبا وأميركا. له مؤلفات عديدة بالروسية والانكليزية والفرنسية. وهذا أول كتاب له ينقل إلى العربية.
الأب شميمن عضو في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في أميركا. ولذا فهو عندما يتحدث عن الطقوس، يصف طقوس كنيسته الروسية التي قد تختلف أحيانًا عن طقوس كنيستنا الأنطاكية. ومن جهة أخرى هو يكتب لأبناء كنيسته في أميركا ولأبناء المجتمع الأميركي. ولذا هو يأخذ بعين الاعتبار قضايا المجتمع الأميركي وطريقة الحياة الأميركية وينتقدها.
وبالنهاية إننا نشكر سيادته الذي كلفنا بتعريب هذا الكتاب. كما نشكر قدس الأرشمندريت رومانوس جوهر والأخ شفيق حيدر اللذين راجعا النص العربي وصححاه. نرجو أن نكون قد وفقنا في النقل إلى العربية. وأننا لشاكرون سلفًا كل من يتقدم إلينا بأي نقد أو توجيه.
وليسدد الله خطانا في كل عمل صالح.
الأب ابراهيم سروج
طرابلس في بدء الصوم الأربعيني المقدس.
13 آذار 1978
المقدمة
كتب هذا الشرح المختصر للصوم الكبير لجميع الذين يرغبون –وهم كثر اليوم- فهمًا أفضل لتقليد الكنيسة الليتورجي ومشاركة أعمق في حياتها.
يخبرنا الكتاب المقدس أن التوبة هي بداية الحياة المسيحية الحقة وشرطها الأساسي، وإن كلمة المسيح الأولى عندما بدأ كرازته كانت "توبوا" (متى 17:4).
ولكن ما هي التوبة؟
إننا في زحمة حياتنا اليومية لا وقت لدينا لنفكر بالتوبة، ونفترض ببساطة أن كل ما علينا أن نعمله أثناء الصوم هو الامتناع عن بعض الأطعمة، تخفيف "التسلية"، الاعتراف وأن يحلنا الكاهن ونتناول (مرة في السنة). وبعدها نعتبر أننا قمنا بجميع واجباتنا حتى السنة القادمة. ولكن الكنيسة، لأمر مهم، وضعت سبعة أسابيع كوقت مخصص للتوبة والجهاد الروحي. كل هذا يجب أن يعنيني ويعني إيماني وحياتي وعضويتي في الكنيسة.
إذًا أليس واجبي الأول أن أحاول فهم تعليم كنيستي عن الصيام، أن أسعى لأكون مسيحيًا أرثوذكسيًا في الحياة وليس بالاسم فقط؟
إن الصوم الكبير يجيبنا على الأسئلة:
ما هي التوبة؟ وما حاجاتنا لها؟ وكيف نمارسها؟
إنه بالحقيقة مدرسة للتوبة على كل مسيحي أن يقصدها كل سنة ليعمق إيمانه، ليعييد تقييم حياته، وإن أمكن أن يغيرها. إنه حجُّ حسن إلى ينابيع الإيمان الأرثوذكسي واكتشاف جديد لطريقة الحياة الأرثوذكسية.
تعطينا الكنيسة، من خلال طقوسها الصيامية وروح الصوم، معنى هذه الفترة الفريدة. وهذا الشرح المختصر للصوم يعتمد أساسًا وليس كليًا على خدم الصوم. ورجائي أن يكتشف القارئ بنفسه أن لا شيء في العالم أجمل وأعمق وأكثر وحيًا وإيحاء مما تقدمه لنا أمنا الكنيسة المقدسة في هذه الفترة المباركة فترة الصوم الأربعيني المقدس.
للمتابعة حمل الكتاب من الرابط : حمل << كتاب الصوم الكبير أليكسندر شميمن >>