كلمة غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث في الصلاة المشتركة
بين كل الطوائف المسيحية في دمشق
لأجل الأمن والأمان والسَّلام لسورية
كاتدرائيَّة سيِّدة النِّياح البطريركيَّة.
دمشق ٢٠١٦/٢/١٨
تحيَّة الحضور... وسيادة المطران ستسانسلاس، والاب فالدمار سيسلوا.
تحيَّة رؤساء الطوائف المسيحيَّة، والممثِّلون.
تحيَّة السفير البابوي ممثِّل قداسة البابا حبيب سوريَّة على قلبه.
نشكر حضوركم للصلاة لأجل سوريَّة، نشكر كنيسة بولندا بشخص رئيس مجلس أساقفتها، على مساعدات النازحين إليها، والمساعدات الأخرى.
شكر قداسة البابا، كلمته ٢٤/ايار/٢٠١٥، مفتاحان للحل وللسلام، حل لسورية، والعدالة للسياسيين.
اليوم نصلي لأجل هذه النية،
قضية السلام في سورية
قضية مستقبل ٢٨ مليون
قضية السلام في المنطقة
قضية الحضور والدور المسيحي في المنطقة
الهجرة هي الخطر الأكبر على الحضور المسيحي
الهجرة هي الخطر على العيش المشترك، والحوار الإسلامي في أوروبا، والعالم.
نصلي أولاً صلاة جامعة، عالمية
العالم كلَّه دعيناه ليصلِّي معنا اليوم، وبالضبط صلاة اليوم. الصلاة التي سنتلوها في ختام هذه الصلاة.
نعد رعايانا بأن نبقى إلى جانبهم، ونخدمهم، ونشجعهم على البقاء، (ونحترم قرارهم بالنزوح!).
نترحَّم على أرواح شهدائنا وضحايا العنف والارهاب، ونتضامن مع جيشنا، ومن يدافع عن بلدنا، نتضامن مع كل إنسان في ضيق، وشدَّة، بسبب الأزمة. الشيوخ، والأطفال (بلا مدارس)، الجائعين، والمخطوفين (المطرانان، يوحنا إبراهيم، وبولس يازجي)، دعوة إلى تقوية إيماننا ورجائنا، وثقتنا بالله.
ونشكر مؤمني كنائسنا، نحن في مدرسة إيمانهم تقريبًا، ونفرح بأن تكون تقريبًا كل الكنائس، تقريبًا كل يوم، تقريبًا ملأى بالمصلّين.
سورية مهد المسيحية: مدينة القديس بولس. هذا تحدي لكي نتابع رسالة الآباء، والأجداد...
نريد من خلال الصلاة لأجل الرحمة في سورية أن تلامس جروح، وآلام الآلاف والملايين من الجائعين، والمشردين، والمخطوفين، والخائفين، ولاسيَّما أطفالاً، ومرضى، ومعوقين.
نريد من خلال هذه الصلاة لأجل سلام سوريَّة، أن نرسل صرخة مدوِّية إلى أذن العالم لكي يكفُّوا عن دعم الإرهاب، صلاتنا هي صوت الذين لا صوت لهم. لكي تتمكن جميع الأطراف من السير في طريق السلام.
نريد من خلال هذه الصلاة ان نكون أيادي ضارعة ترافق كل مجهود كبير أو صغير، لأجل انجاح مسيرة السلام.
نصلي لأجل جميع السوريين لأجل رؤساءنا، وجميع المسؤولين، كما نصلي لأجل المعارضين، لأجل كل إنسان يمكن ان يكون له دور في مسيرة السلام.
صلاتنا اليوم هنا في دمشق، في كل رعايانا، في كل مناطق سورية، لابل في أماكن كثيرة في العالم... هي صرخة إلى إلهنا إله السلام والرحمة، وأن يكون هو الذي يجمع بين جميع الأطراف، لأجل أن يسيروا في سبيل السلام.
نرفع صلاتنا طالبين شفاعة أمنا مريم العذراء، سيدة دمشق، سيدة السلام، أن تشفع لدى ابنها لأجل سلام، وأمن وأمان بلدن الحبيب سورية (سورية الحبيبة).
نهتف، ونردد، يا إلهنا أنت أله السلام! أعطنا السلام فقد أعطيتنا كل شيء!