محطّات إيمانيّة عمليّة (١)
شجرة المعرفة
الأرشمندريت الياس الدبعي
في يومٍ من الأيام سُئلتُ هذا السؤال: لماذا خلق الله شجرة المعرفة والخير ونهى آدم عنها طالما أنّه يعلم ما سيحدث؟ عندما خلقنا الله على صورته ومثاله، أعطانا القدرة أن نحيا بلا خطيئة، وأعطانا حريّة الاختيار بين طاعته أو عصيانه. إذاً الله أراد آدم مطيعاً، لذلك منحه حريّة الاختيار، وإلا كنّا مسيَّرين لا مخيَّرين. وعندما نقول أنَّ الله خلقنا على صورتِه ومثالِه، يعني أنَّ لنا قيمة عظيمة في عيني الربّ. ويجب أن ننتبه إلى أن هذه القيمة لم تأتينا نتيجة أعمال باهرة مميّزة قمنا بها، بل بسبب فرط محبة الله التي هي بطبيعتها فيّاضة نحو الآخر، هذه المحبة العارمة هي التي جعلت منا قيمة عظيمة. كنْ على ثقة أنَّ الله مسرورٌ بما صنع. وعندما نقول أنَّ الله خلقنا على صورته ومثاله، فمن الواجب علينا أن نعكس هذه الصورة عن طريق محبتنا، لطفنا، أمانتنا، صبرنا، غفراننا. وحدهم أولئك الراغبون في الأكل من الشجرة المحرّمة، يصنعون لذواتهم حواجز (ورق تين) تفصلهم عن الاتصال بالله وبالتالي هم غير قادرين على أن يعكسوا صورة لله للعالم.