محطات إيمانيّة عمليّة
لماذا يجرّبنا الشيطان؟
الأرشمندريت الياس الدبعي
سؤالٌ وجيه: لماذا يجربنا الشيطان؟
أولاً، التجربة هي دعوة الشيطان لنعيش حياتنا كما يحلو لنا لا كما يريد الله.
كلّنا يتذكّر تجربة يسوع المسيح في البريّة ونستخلص منها العِبَر. أنَّ الشيطان يريدُنا أن نعيش كما يريد وأن نتصرّف كما يريد وأن نفكّر كما يريد. بالطبع نحن لسنا آلات يحرّكنا كما يريد. ولكن ضعفنا وتساهلنا وشهواتنا تسهّل عمل الشيطان وقاعدته العامة وهي: "أنَّ جميع الناس يسقطون في الخطيئة وإلى معرفة الشر يبلغون"، وبطريقة معاكسة تماماً لإرادة الله وقاعدته الذهبية وهي: "أنَّ جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحقّ يبلغون".
تُرى لماذا نسقط بالخطيئة؟
السبب الأول: لأن الخطيئة تبدو لذيذة، من النظرة الأولى، ولا تبدو قبيحةً البتة. وعادة ما نختار الأشياء الخطأ لأننا نقتنع أنَّ هذه الأشياء صالحة بالنسبة لنا، ربما هذا مردّه إلى مفهومنا الخاطئ عن الحريّة الشخصيّة.
السبب الثاني: لأننا غالباً ما ننظر إلى الأشياء القليلة التي ليست لنا ونرغب بالحصول عليها بأيّ طريقةٍ كانت، عوضاً عن التركيز على الأشياء التي أعطاها الله لنا. ادخل مخدعك واحص هذه الأشياء سترى أنّها لا تُعَدّ ولا تُحصى.
كيف لي مقاومة التجربة؟
أولا: الصلاة بحرارة. لأنَّ للصلاة قوّة عظيمة على كبح جِماح كلّ من الشيطان وشهواتنا.
ثانياً: الهروب، بكلّ ما للكلمة من معنى. لا يظُنَنَّ أحد أنَّ الهروب هنا هو علامة ضعفٍ ولكنَّه قرارٌ حرٌّ وناضج للتغيير إلى ما هو أفضل.