محطّات إيمانيّة عمليَّة
إنذار الضمير وإصلاح النفس
الأرشمندريت الياس الدبعي
قلنا في محطّات إيمانيّة عمليّة المحطّة الثالثة، أنَّ الخطيئة، تبدو لذيذة، من النظرة الأولى، وغالبًا ما نسقط فيها بسبب هذه النظرة.
المشكلة تكمن أننا نرتكب الخطيئة ونعتبر أنَّ لنا الحق بها من وجهة نظرنا. تُرى ما هو مقياس الحقّ الذي يجعلنا نميّز بين الصح والخطأ. فما هو خطأ، بالنسبة لي، قد تراه صحيحًا في نظرك. وقد تجد له تبريرًا والعكس صحيح. وحده الضمير، الذي زرعه الله منذ البدء في قلب كلّ واحدٍ منا والمغذّى بالتعليم الصحيح، يكون بمثابة جهاز إنذار ينبّهك عندما تُخطئ. ولكن إذا كان الضمير في إجازة.... هنا لا أستطيع أن أُكْمل بأيّة نصيحة....
تُرى ما هي ردّة فعلك إذا جاءك أحدهم وقال لك أخطأتَ في مكانٍ ما... في حدثٍ ما... في تصرّفٍ ما...؟
هل تبدأ في إصلاح الخطأ وشكر ذاك الآخر الذي قام بتنبيهك؟
هل تُنكر قائلاً: إنّك لا تحتاج إلى إصلاح؟
هل تشعر بأنَّ كبرياءك قد جُرِح فتقول من أنت يا إنسان حتى تقدّم لي النّصيحة؟
سؤال يبدو في ظاهره بسيط، ولكن ادخل في أعماقه ستجد أنّك في مشكلة.
الحل واضح: عندما يقول لك أحدهم أنَّك قد أخطأت، ادخل مخدعك، افحص نفسك بأمانة، تأمّل في وصايا الله، اختر طريق الله لا طريق هذا العالم ومغرياته.
نصيحة اليوم: لا تنغلق على نفسك... ولا تترُك نفسَكَ لنفسِكَ، فإنّك، للأسف، ستتحوّل إلى الأسوأ لا إلى الأفضل.