محطَّات إيمانيّة عمليّة
النُصُب الأوحد، الله الخالد
الأرشمندريت الياس الدبعي
هل تذكرون برج بابل الذي بناه الشعب قديماً ليتَحدّوا قوّة الله وعظمته. ربمّا بناه الشّعب آنذاك ليكون نُصُباً تذكاريّاً تخليداً لعظمتهم.
أفكّر وأقول أليست هذه النُّصُب التذكاريّة موجودة في داخلنا. نُعظّم أنفسنا بأنفسنا. ربما تتغيّر المسميّات ولكن هذه النُّصُب أو الأبراج تبقى في مضمونها كما هي: ثياب فاخرة، أعمالاً مرموقة، وربما بيوتاً كبيرة....
ليست المشكلة في هذه التسميات. المشكلة تكمن إذا اعتبرناها نُصُباً تحتلّ مكان الله في حياتنا.
إنّه سعي دائم للهروب من الله، ربما عن غير قصد. ولكن هذا السعي موجود وعلى الأغلب لأننا لا نثق في وعود الله وحمايته لنا. ولكن دعوة الله لنا، بفرط محبته، لم تتوقف، للابتعاد عن كلّ ما يُغيظ الله، وهي دعوة موجودة في الكتاب المقدّس غير مرّة. نسمع في سفر الرؤيا ١٨: ٢ -٤ "سَقَطَت، سَقَطَتْ بابِلُ العظيمةُ! صارَتْ مَسكِنًا لِلشَياطينِ ومأَوىً لِجميعِ الأرواحِ النَّجِسَةِ وجميعِ الطُّيورِ النَّجسَةِ البغيضَةِ! ٣لأنَّ الأُمَمَ كُلَّها شَرِبَت مِنْ فَورَةِ خَمرِ زِناها، ومُلوك الأرضِ زَنَوا بِها، وتُجّار العالَمِ اَغتَنوا مِنْ كَثرةِ نَعيمِها! ٤وسَمِعتُ صوتًا آخرَ مِنَ السَّماءِ يَقولُ: أُخرُجْ مِنها، يا شَعبي! لِئَلاّ تُشارِكَ في خَطاياها فَتُصِيبَكَ نكَباتُها".
دعوةٌ جديدة لنا اليوم، عبر المحطة الإيمانيّة السادسة، إلى أن نهدم كلّ أنواع النُّصُب والأبراج التي نبنيها في داخلنا والتي تبعدنا عن الله. وليبقى فقط نُصُبٌ واحدٌ خالدٌ وهو سلم القداسة.