رسالة صاحب الغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث
بمناسبة عيد الصليب
٢٠١٦/٩/١٤
أطلق صاحب الغبطة أبينا السيّد البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية والإسكندرية وأورشليم وسائر المشرق للروم الملكيّين الكاثوليك رسالة تهنئة بمناسبة عيد الصليب الكريم المحيي والمقدس. وقد وجهّها لنا من جولته على مؤسسة الفرسان في النمسا وألمانيا وبلجيكا. وهذا نصّها:
باسم الآب والابن والروح القدس
من جولتي على بعض المؤسسات الفرسان في كل من ألمانيا وبلجيكا والنمسا أحبّ أن أوجّه هذه الرسالة الى إخوتي المؤمنين بعيد الصليب المقدّس.
قال نابليون في منفاه لو لم يُصلب يسوع لم كان إلهًا. وهذا يدل على محبّة المسيح حتى إنّه صُلب لأجلنا ولأجل خلاصنا. في القدس في كنيسة القيامة تحت قبة واحدة تجتمع الجلجلة والصلب والقيامة. وهذا رمز إلى أنَّ الصليب هو رمز المسيحية ورمز خلاص العالم لأنَّ يسوع أراد أن يُصلب مع كل إنسان مصلوب ومتألم.
إذًا أصبح الصليب رمزًا المسيحية لأنّه واقع كل إنسان ويسوع صلب مع كل إنسان. ولذلك نحن أيضًا علينا أن نقبل ونقبّل الصليب لأنه خلاصنا. وعلينا كمسيحيّين أن ننظر إلى صعوبات الآخرين ونلمس جراحات كل إنسان مجروح ربما أيضًا مصلوب لكي نقدّم له آمال القيامة. فلا صليب بلا قيامة ولا قيامة بلا صليب. فكلُّ مصلوب له قيامة وكل قيامة لا بدَّ أن يسبقها صليب. ولهذا نحن ننشد مع كنيستنا النشيد الوطني الكنسي: خلّص يا رب شعبك وبارك ميراثك.
من هنا نعيّد بنوع خاص أبنائنا وبناتنا في معلولا التي عيدُها عيد الصليب وقد مرت على درب الصليب والآن هي فالأفراح وطريق القيامة. نعيّدهم ونفرح بعودتهم إلى معلولا، ونحن ككنيسة وكبطريركية معهم لأجل أن نعيد إليهم كرامتهم وبيوتهم.
نعيد أيضًا كل محزون وكل مجروح وكل مريض وكل مخطوف وكل متألم وكل مكسور الخاطر ونقول له ليكن لك الصليب تعزية فرحًا وقيامة أملاً ورجاء وقوةً وأمانًا.
ونقول لكل إنسان: لك أيَّها الإنسان قيامة ولك يا سورية قيامة ولكم جميعًا قيامة.
وكل عام وأنتم بخير.